جولة اخرى من القتال !
لقد انتهى الجدل في الساحة الداخلية الصهيونية حول إعادة ترميم نظرية الردع الصهيونية التي كانت الدافع الاول للحرب على غزة “ الجرف الصامد” ؛ لا شك أن نتائج الحرب الأخيرة كانت مثار جدل و ومزايدات من البعض بكل ما صاحب الحرب من احداث بطولية وتكتيكات عسكرية وخطط لم يتوقعها العدو ؛ حتى اعتبرت احد العناصر المهمة في التحكم في صيرورة المعركة الفجأة والمبادرة والاستدراج ؛ شكلت نظرية المقاومة في حربها مع جيش الاحتلال ؛ حتى انشغلت الساحة الداخلية الصهيونية وهذا ما يعنينا اليوم؛ لأنها جزء من الجدل والحرب الاعلامية الدائرة بين كل الكتل الحزبية والقيادات السياسية والامنية ؛ ليبرمان ويعالون وزير الجيش؛ حيث وجه ليبرمان انتقاده الشديد وتعرض بالقدح والاتهام وتحميل مسؤولية فشل الحرب على غزة لوزير الجيش ورئيس الوزراء المتردد والجبان ليبرمان في ندوة ثقافية في بئر السبع "إن تغيير الواقع الحالي وضمان العيش الهادئ في البلاد يستوجبان إحداث تغيير في ميزان الرعب مع الأعداء ".
ليبرمان فتح المعركة على وزير الجيش يعالون من كل الاطراف الميجر جنرال احتياط يؤاف غَلانت زج بنفسه في المعركة الانتخابية عن حزب كولانو للطعن بأداء وزير الدفاع موشيه يعالون خلال عملية (الجرف الصامد) في قطاع غزة متهماً إياه بالتقاط صور له داخل الأنفاق الهجومية التي حفرتها حماس دون الإقدام على إجراءات حقيقية ضدها .
تشهد الساحة الداخلية ظاهرة متطرفة في الدعاية الانتخابية لانتخابات الكنيست ال20 القادمة ، وبشكل حاد تتمحور حول الشخصيات في مسعى من اليسار والمعسكر الصهيوني ضرب العنصر المفقود في المعسكر الشخصية الكريزمية لمنافسة نتنياهو في محاولة لتحطيم تلك العقبة؛ الدعاية تفقد الابعاد الاخلاقية؛ صفحة الفضائح المالية والجنسية والاسرية ببعد نفسي حطم كل المحظورات في المساس بكل ما له قيمة اخلاقية في حياتهم ، وفي اقدس شيء في الوعي الصهيوني الامن ؛ نتنياهو ذهب بعيد في التعريض بمعارضيه؛ بزرع الخوف من اليسار الصهيوني من خلال إدعاءه بأن اليسار يتخلى عن الامن ، ومس ، وتعريض مستقبل دولة الاحتلال الى الخطر الوجودي؛ وهو بذلك يخوّن الجميع كما فعل قبل إغتيال رابين ؛ الدعاية الانتخابية لكلا الفرق خطيرة على الوعي الصهيوني وهي تحطم كل المثل الموجودة في ديمقراطية دولة الاحتلال .
الدم الفلسطيني يتحول إلى مادة دعائية انتخابية ما يعكس مدى الانحطاط الاخلاقي اللاسامي في العقل الصهيوني للوصول لأهدافه ؛ غلانت إن الوزير يعالون مستعد للتعايش مع حالة من التعادل مع حماس مما يوحي بوجود مشكلة لديه تنمّ عن قلة الإبداع والتصميم والقيادة، فيما أنه- أي غلانت- يرفض القبول بهذا الواقع.
ووفقا لما نشره موقع "روتر" العبري، لغلانت " بأنه كان يتوجب توجيه ضربات موجعة أكثر لحماس أثناء العدوان الأخير على قطاع غزة، مشيراً إلى أن حكومة نتنياهو ضعيفة أمام حركة حماس، وكان يتوجب ان تكون عملية "البنيان المرصوص" أكثر قوة وتوقع خسائر صعبة في صفوف حماس، وكان يتوجه توجيه ضربات قاتلة في قدراتها العسكرية وفي قيادات حماس.
أما في معسكر اليسار يادلين الطامح لمنصب وزير الجيش في حال فوز معسكر اليسار و كان وزيرا للجيش بالقول "لن يشعر أي احد في حماس بأنه قوي، كون المواجهة القادمة ستكون قصيرة ومركزة ومؤلمة أكثر لحماس"، يبدو أن حماس تحولت الى دعاية انتخابية للمزايدة على بعضهم البعض حيث اعتبر دعوات ليبرمان ونفتالي بينت أثناء العدوان باحتلال قطاع غزة مرة ثانية بأنه قلة خبرة وعدم مسؤولية، كون العديد من العمليات المؤثرة لم يقوم الجيش بتنفيذها.
والصورة تبدوا أكثر وضوحا لديسكين الذي يعتبر من المنتقدين لوزراء الحكومة في تصريح يصف به نتنياهو بانه فقد حياءه ؛ اثر نشر الليكود فيلما عن اليسار بانه سيدخل داعش إلى الكيان الصهيوني ؛ ديسكين " اليسار سيدخل داعش إلى الكيان الصهيوني؛ يقول نتنياهو وهو الذي اطلق سراح احمد ياسين عام 1997 وبنى من جديد حركة حماس .. وهو الشخص الذي تم جره لأطول حرب ضد " منظمة ارهابية منذ حرب الاستقلال " وهو الشخص الذي هدد ايران وليس قادرا على الحسم ضد منظمة " ارهابية " في غزة " .
يبدو أن نتنياهو والمحيطين به ؛ من المستشارين ؛ يضعون كل الخيارات على الطاولة للفوز بالانتخابات ؛ لم يعقل بتحريض واثارة الرأي العام الدولي ضد حماس تمهيدا لورقة الحرب على غزة لو احتاجت المعركة الانتخابية تلك الخطوة حتى لو بكت كل الامهات من الحرب ثمنا لحرب اليمن المتطرف للسيطرة على الدولة العبرية ؛ سفير الدولة العبرية في الامم المتحدة رون بروشاور توجه بشكوى منذ أيام للأمين العام للأمم المتحدة ولمجلس الأمن يحذر من حركة حماس بانها تقوم بالاستعداد لمواجهة اخرى وبحسب نص الرسالة "انا اكتب كي انبه من التطورات المقلقة جدا في المنطق ؛ حماس تستعد مرة اخرى لشن هجوم جديد من خلال اعادة ترميم البنى التحتية " للإرهاب" حسب ادعائه " وهل كانوا يتصورون أن حماس ستحجم عن ترميم قدراتها الدفاعية والهجومية بعد الحرب ؟ وهو ما طرحه غانتس على المنتقدين لنتائج الحرب متسائلاً: هل كان لدى أيّ واحد منّا، في المستوى السياسيّ أو العسكريّ الشكّ في أنّ المقاومة الفلسطينيّة ستُعاود تسليح نفسها؟." .