• - الموافق2024/11/24م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
 الموساد اخترق حزب الله على نطاق واسع

الموساد اخترق حزب الله على نطاق واسع

أكدت وسائل إعلام الصهيونية أن نجاح الجيش الصهيوني في تصفية قيادات عسكرية لحزب الله والحرس الثوري الإيراني الأحد الماضي جاء نتاج قدرة جهاز "الموساد" على اختراق الحزب وجمع معلومات عن تحركاته من مصادر موثوقة داخله.

واعتبر روني دانئيل، معلق الشؤون في قناة التلفزة الثانية أمس الثلاثاء أن تمكن الجيش الصهيوني من تحديد موعد ومكان القافلة التي كانت تقل القيادات الرفيعة في حزب الله والحرس الثوري يدلل على قدرات استخبارية "فائقة".

وألمح دانئيل إلى أن هناك ما يدلل على أن الاختراقات الاستخبارية تمنح تل أبيب صورة واضحة حول نوايا الحزب وخياراته؛مشيراً إلى أن آخر ما يعني حزب الله وإيران هو فتح مواجهة مع الكيان الصهيوني.

وأكد دانيل أن التقدير العام في تل أبيب يقول أن حيث أن كل ما يعني حزب الله هو ضمان بقاء نظام بشار الأسد، على اعتبار أن هذا يضمن مواصلة طهران التمتع بمزايا الموقع الجيوإستراتيجي لسوريا.

وفي السياق ذاته، ذكرت إذاعة الجيش الصهيوني الإثنين الماضي أن تمكن الكيان الصهيوني من تحديد تحركات قيادات ميدانية كبيرة في حزب الله واستهدافها بالضبط يدلل على أن الكيان الصهيوني تمتع بعوائد اختراقات مهمة في صفوف الحزب.

 ونقلت الإذاعة عن مصادر عسكرية صهيونية قولها إن هناك ما يؤشر على أن محمد شوربة، الذي يوصف بأنه كان "الرجل الثاني" في  وحدة العمليات الخارجية التابعة للحزب، والمعروفة بـ "وحدة 910"، الذي أكد حزب الله أنه ألقى القبض عليه بتهمة التخابر مع الصهاينة، لم يكن الوحيد الذي زود إسرائيل بمعلومات حساسة، وأن هناك مصادر بشرية أخرى.

وأشارت المصادر المكانة الرفيعة التي شغلها شوربة على وجه الخصوص مكنت الكيان الصهيوني من إحباط الكثير من العمليات التي خطط الحزب لتنفيذها ضد أهداف صهيونية في أرجاء العالم.

وفي ذات السياق، أكد "مركز أبحاث الأمن القومي" الصهيوني أنه نظراً لإدراك حزب الله حجم التغلغل الاستخباري في لبنان، فقد وضع على رأس أولوياته الكشف عن عملاء في جميع أرجاء لبنان، وعلى وجه الخصوص "العملاء المزدوجين" الذين يمكن أن يعملوا داخل صفوفه لصالح إسرائيل.

وفي ورقة صدرت عنه مؤخراً، أشار المركز إلى أن العميل شوربة قد أسهم بشكل حاسم في إحباط العمليات التي حاول حزب الله تنفيذها خلال الأعوام الماضية سواءً في أذربيجان، تركيا، قبرص، تايلاند، وأخيراً في بيرو، وتقديمها على أساس أنها انتقام على اغتيال قائد الذراع العسكري للحزب عماد مغنية.

وأوضح المركز أن العملية الوحيدة التي نجح حزب الله في تنفيذها كانت التفجير الذي استهدف سياح صهاينة في مطار"بورغس" في بلغاريا في يوليو 2012، حيث أسفر التفجير عن مقتل خمسة من الصهاينة، ورجل أمن بلغاري.

ويذكر أن الأجهزة الاستخبارية الصهيونية التي تعنى بتجنيد العملاء داخل لبنان، هما جهاز "الموساد"، ووحدة "العملاء والأسرى"، التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، وهي الوحدة المعروفة بـ "وحدة 504".

وفي الوقت الذي يختص فيه "الموساد" بجمع المعلومات الاستخبارية عن جميع الأهداف التي تعني الكيان الصهيوني وتقع خارج، فأن "وحدة 504" تعنى بجمع المعلومات الاستخبارية وتجنيد العملاء في المناطق العربية الحدودية التي تتاخم فلسطين، مثل: جنوب لبنان، الجولان، الأردن، سيناء، إلى جانب بعض المناطق في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ويسود تقدير في الكيان الصهيوني مفاده أن العميل شوربة قد ساعد دوائر صنع القرار في تل أبيب على تقديم المعلومات التي ساعدت على إقناع الاتحاد الأوروبي على اتخاذ قراره باعتبار الذراع العسكري لحزب الله "تنظيماً إرهابياً".

 ويقول أورن هيلر، المراسل العسكري في قناة التلفزة العاشرة إن عملاء يحتلون مواقع مهمة في حزب الله يفترض أنهم ساعدوا الكيان الصهيوني في الحصول على معلومات مكنت من إقناع الإتحاد الأوروبي الإقدام على الخطوة التي أقدم عليها ضد حزب الله.

 ويشير هيلر إلى أنه في ظل الحرج الشديد الذي وقع فيه حزب الله، و في مسعى لتقليص تداعيات أية اختراقات، فقد استعان بإيران لتوفير "طبقة وقاية ثانية" تمثلت في تطوير وسائل الحماية والتأمين الهادفة إلى تقليص قدرة العملاء الذين يمكن أن يندسوا في التنظيم على الحزب بقياداته ومرافقه الحيوية.

في ذات السياق عبر نخب صهيونية بارزة عن شكوكها بأن دوائر صنع القرارفي تل أبيب قد أمرت بتنفيذ عملية الاغتيال ضد قيادات حزب الله والحرس الثوري الإيراني لدوافع انتخابية، وقد اتهمت النخب الصهيونية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه أقدم على هذه الخطوة لاعتبارات سياسية داخلية عشية الانتخابات التي من المقرر أن تنظم في مارس القادم، مع كل ما ينطوي عليه الأمر من إمكانية أن يتدهور الوضع إلى مواجهة شاملة.

وشكك آفيسيخاروف، المعلق في موقع "وللا" الإخباري أن تكون عملية الاغتيال قد جاءت لإحباط عمل كان يخطط له حزب الله في الجولان، مشيراً إلى أنه كان يتوجب على القيادة السياسية أن تأخذ بعين الاعتبار تداعيات هذا التطور.

وفي مقال نشره الموقع أمس الثلاثاء، حذرسيخاروف من أن عملية الاغتيال أصابت كبرياء حسن نصر الله ومست باحترامه.

من ناحيته كشف عاموس هارئيل، المعلق العسكري في صحيفة "هارتس" النقاب أن خلافات نشبت داخل القيادة العسكرية حول عملية الاغتيال، مشيراً إلى أن بعض القيادات العسكرية المهمة أوصت بعدم تنفيذها بسبب التداعيات السلبية التي يمكن أن تنشب عنها.

وأوضح هارئيل في تحليل نشرته الصحيفة صباح اليوم أن كلاً من نتنياهو ووزير حربه موشيه يعلون قد استغلا الخلاف بين العسكريين وتبنيا موقف القيادات التي أيدت تنفيذ العملية، ملمحاً إلى أن هناك ما يدلل على أن الاعتبارات الانتخابية كانت حاضر بقوة.

من ناحيته، قال يهودا بلنغا، الباحث في "مركز بيغن السادات للدراسات الإستراتيجية" التابع لجامعة "بار إيلان" إن نخب الحكم في تل أبيب تفترض بأن حسن نصر الله لن يرد على الهجوم بسبب حضور قوة الردع الصهيونية.

وفي مقال نشرته صحيفة "ميكورريشون" امس الثلاثاء، نوهبلنغا إلى أن الافتراض السائد في إسرائيل يقول إن قوة الردع التي راكمتها إسرائيل خلال حرب 2006 لازالت مؤثرة وقوية، وأن هذا الواقع يسمح بتوجيه ضربة قوية له دون المخاطرة بالرد.

وفي سياق متصل، دعا يورام شفايتسر، رئيس قسم دراسات الإرهاب في "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي القيادة السياسية في تل أبيب إلى التروي وعدم المسارعة بالرد على رد حزب الله المتوقع.

وفي مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" أمس الثلاثاء، أوضح شفايتسر أن حزب الله غير معني بالمواجهة مع الكيان لأن مثل هذه المواجه تتعارض مع مصالحه، متوقعاً أن يقدم الحزب على رد من باب "رفع العتب".

أعلى