• - الموافق2024/11/24م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
ما الذي ينتظرنا وراء الزاوية؟

ما الذي ينتظرنا وراء الزاوية؟

ايتان هابر - يديعوت

إن الجواب على السؤال حول ما إذا كان يجب تصديق العرب والاعتماد عليهم في مسالة السلام، هو لا، وليس بأي شكل من الأشكال، وهذا هو السبب الذي يجعل حكومات "اسرائيل" تستثمر في كل سنة عشرات المليارات لتمويل الأمن. فالسؤال الرئيسي والحقيقي الذي يطرح للاختبار يوميا في "اسرائيل" هو قدرتها على البقاء واستمرارية وجودها، وعدم غرقها في المحيط العربي الاسلامي الذي يلفها من كل جانب. إن الحقيقة التي تقف أمامنا هي أن ثمانية ملايين إسرائيلي يحاطون بمئات ملايين المسلمين وان علينا إجادة السباحة في هذا البحر الذي يعج بأسماك القرش وعدم الغرق.

الجميع يسخرون من مقولة "ما يرونه من هناك لا نراه من هنا"، ولكن هذه هي الحقيقة ولا توجد حقيقة أخرى: في القيادة فقط يرون ويعرفون الصورة كاملة، وهي ليست لطيفة. واقل ما يمكن قوله هو أن من يتسلم منصبا مسؤولا في قيادة الدولة ويملك عينين ودماغا بوسطهما، يشعر بالقلق الكبير. والحقيقة هي أن القادة الصارخين الذين وعدونا بحمل حقائبهم والمغادرة إذا طلب منهم اقتلاع مستوطنات أو بناء بيوتهم إلى الأبد في المستوطنات، وغيرهم ممن سموهم "الآباء الروحانيين للمستوطنات"، وكذلك أولئك الذين قالوا إن "من يتخلى عن الجولان يهمل أمن "إسرائيل" فهموا جميعا الوضع من على كراسيهم العالية في المكاتب الوزارية في القدس، وفهموا عاجلا بأنهم لا يستطيعون تنفيذ وعودهم للناخبين.

ان السؤال المطروح للاختبار في المستقبل القريب هو: الى متى يمكن التسبب بالجنون للعالم كله، العربي والعام، وصفع الولايات المتحدة على خدها، والقول لرجالها بأن تألمهم من الصفعة هو ألم المحب، وفي الوقت ذاته سلب اموالهم؟ كم من الوقت يمكن الشرح للعالم بأننا صنعنا معروفا للفتى الفلسطيني الذي قتلناه عند الحاجز، لأنه لن يضطر للعيش تحت نعالنا لفترة طويلة؟ ولذلك فان الانتخابات القريبة ليست على المصير السياسي لنتنياهو وكحلون وليفني، وانما على حياتنا هنا.

لقد تغير العالم من حولنا تماما خلال الجيل الحالي، العالم العربي استبدل لونه وقبائله وتياراته وتنظيماته وآرائه. انه يختلف تماما. الشرق الأوسط يحترق، الدول المعادية تفككت إلى شظايا، وقامت دول وشعوب أخرى للقضاء علينا، وربما مع قنابل نووية. وليس صدفة أن "إسرائيل"  أعطت حليبها ودمها في السنوات الأخيرة في محاولة لمنع الكارثة.

الكثير من دول العالم ترى، بحق أو بغير حق، في الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، مصدر كل المشاكل في العالم كله، وبالتأكيد في الشرق الأوسط. لقد اتخذ دافيد بن غوريون (اثناء قيام الدولة) ومناحيم بيغن (في السلام مع مصر)، ويتسحاق رابين (في محاولة التوصل إلى سلام مع سوريا والفلسطينيين وفي السلام مع الأردن) قرارات جريئة جدا وفي الوقت المناسب. محاولة التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين قد لا تكون الأهم بالنسبة لنا، ولكنها تعتبر بالنسبة للعالم وقسما كبيرا من العالم الإسلامي، بمثابة بطاقة دخولنا إلى ما نسميه "البقاء" وسط عالم معاد.

أعلى