• - الموافق2024/11/24م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
الدروز في الجيش الإسرائيلي

الدروز في الجيش الإسرائيلي





حادثة إصابة قائد لواء جولاني الدرزي غسان عليان في قطاع غزة الاسبوع الجاري في معركة بين المقاومة الفلسطينية و الجيش الصهيوني جعلتنا نبحث عن معلومات حول أسباب انضمام الدروز للجيش الصهيوني. المعلومات التي تؤكدها المواقع العبرية أن الجيش بجميع ألويته يضم 6 آلاف عسكري عربي سواء من الدروز أو البدو أو المتطوعين المسيحيين، لكن غالبيتهم العظمى من الدروز الذين يعتبرون الجيش هو مصدر أساسي لتحسين أوضاعهم المادية.

 يشكل الدروز 8% من السكان العرب داخل الكيان الصهيوني، و من زمن الإحتلال البريطاني لفلسطين وهم يتجهون إلى الإنفصال عن الواقع العربي وذلك برغبة من القيادة الدرزية التقليدية، بالرغم من رفض الكثير من أبناء الطائفة الدرزية لهذا الأمر، لكن اتهامات وجهت لقيادة الطائفة من بينها التعاون مع العصابات اليهودية بهدف الحصول على امتيازات مقابل الوقوف معها في معاركة ضد العرب.

 فبحلول عام 1939، كانت قيادة القرى الدرزية متحالفة رسميا مع الميليشيات اليهودية قبل قيام  الكيان الصهيوني، على غرار الهاغانا. وعام 1948، تطوع عدد كبير من الشبان الدروز في الجيش الصيهوني وحارب إلى جانبهم بنشاط. وتقديرا لدورهم لم يدمر الجيش الصهيوني القرى الدرزية و لم يجبروا على ترك قراهم أيضا.

 وتمشيا مع الممارسات الدينية الدرزية وهي خدمة الدولة التي يعيشون فيها، خلافًا لنظرائهم المسيحيين والمسلمون، يتم تجنيد بشكل إجباري للذكور الدروز في الجيش الصهيوني.

 وتعد الطائفة الدرزية في القانون الصهيوني طائفة منفصلة منذ العام 1957.  و لها تعليمها الخاص و مناهجها الدراسية الخاصة، لكن بالرغم من ذلك فإن نسبة 44% من أبناء الدروز يحصلون على شهادة "البجروت"، الثانوية العامة، وأقلية منهم يكملون التعليم العالي.

 و يتجه الدروز في الغالب إلى التعريف بأنفسهم على أنهم دروز قبل كل شيء، وقلة منهم فقط هي التي تعارض هذا النمط و تحاول الإندماج مع أصولها الفلسطينية والعربية.

 من أبرز السياسيين الدروز في الكيان الصهيوني أيوب القرا وهو أحد أعضاء حزب الليكود اليميني وله مواقف سلبية ومتطرفة تجاه العرب و الفلسطينيين.

بالإضافة إلى مجلي وهبي من حزب كاديما وقد شغل مناصب عديدة أبرزها مقدم في الجيش الصهيوني، وقد تولى رئاسة الكيان الصهيوني لفترة وجيزة أثناء غياب موشيه كتساف في عطلة، وسعيد نفاع من حزب البلد العربي.

 يقول موقع المصدر إن دراسة عن الهوية أجريتْ على الدروز في الكيان الصهيوني، وُجد أنّ معظمهم يعرّفون أنفسهم بأنّهم "دروز" قبل كلّ شيء، ثم بعد ذلك "إسرائيليّون"، وأخيرًا "عرب".

 تعتبر دالية الكرمل و يركا من أكبر البلدات العربية التي يعيش فيها الدروز وهي من مجموع 15 قرية يتجمع فيها أكثر من 130 ألف درزي.

  في عام 1949 م وعقب إحتلال فلسطين جرى تأليف "وحدة الأقليات" في الجيش التي تألفت، في البداية، من 850 عنصراً (400 درزي، 200 بدوي، 100 شركسي، 150 ضابطاً وجندياً يهودياً محترفاً)، جرى تجميعهم من عناصر كانت ساعدت القوات الصهيونية قبل نكبة 1948 في أعمال الرصد والمراقبة والتجسس وتقصي الأثر.

في 1954 قرر وزير الدفاع الصهيوني فرض التجنيد الإلزامي، بموجب قانون، على الشبان العرب الذين ولدوا بين 10/9/1934 و 12/7/1937. وقد جرى تعديل هذا القانون في 3/5/1956 ليقتصر على الشبان الدروز وحدهم، بموجب اتفاق مع قيادة الطائفة الدرزية التي قدمت الطلب.

 انقسم الموقف الدرزي من القانون الصهيوني فبعض القيادات الدينية كانت تدعم القانون و تتخذ منه وسيلة لتحصيل مكاسب لأبناء الطائفة، بالإضافة لإعلان الولاء للكيان الصهيوني، من أجل حاجتهم للحصول على حماية في مواجهة التجمعات الدينية الأخرى في فلسطين.

 لكن جانب آخر من المجتمع الدرزي رفض هذا القانون، لأن يستثني الدروز ويساهم في عزلهم عن بقية أبناء شعبهم. وكان من بين أبرز المعترضين على قانون التجنيد الشيخ فرهود فرهود الذي قام لاحقاً في آذار 1972 بتأسيس "لجنة المبادرة الدرزية"، التي كان سكرتيرها عاصم الخطيب الذي سجن فيما بعد بتهمة العضوية في شبكة تجسس لمصلحة العرب.

 وقد قتل 350 شخصا من الدروز خلال خدمتهم في الجيش الصهيوني، لكن حكومات الإحتلال المتعاقبة لم تمنحهم أي ميزة عن العرب فقد صادرت الكثير من أراضيهم ومنحتها للمستوطنين اليهود، و في مقالة للدكتور صالح النعامي حول الدروز ومكانتهم في المجتمع الصهيوني، ينقل فيه شهادة حسين عباس، وهو درزي خدم في الجيش الصهيوني حتى وصل لرتبة عميد يقول " إن ممارسة الإجراءات العنصرية ضد الدروز جعلتني أشعر بعد هذه الخدمة الطويلة في الجيش الإسرائيلي أني عربي رغم أنفي، ولذا فأني لن أجعل أياً من أبنائي يخدم في هذا الجيش مهما كان الثمن". 

 و يقول الدرزي نزيه خير سكرتير اتحاد الكتاب العرب في الكيان الصهيوني إن الحكومة الصهيونية قامت بمصادرة 70% من الأراضي التي يملكها الدروز، وأقامت عليها كيبتوتسات ومستوطنات زراعية لليهود.

 من جانبه، يقول سليمان الناطور، وهو كاتب وأديب درزي من ذوي العروبية،"إن أقطاب الحركة الصهيونية فطنوا إلى حقيقة الخلافات المذهبية بين الدروز وباقي العرب الفلسطينيين، فاتصلوا بهم من أجل تعميق هذه الخلافات وتشعيبها وأقاموا معهم علاقات حميمة ".

 وأضاف الناطور أن الكيان الصهيوني لم يتردد في التدخل في قضايا دينية خاصة بالطائفة الدرزية، حيث ألغت أعياد مسلمة احتفل بها الدروز، واخترعت أعياداً جديدة خاصة بالدروز".

ويعاني الدروز الذين يعملون في وحدات المشاة في الجيش الصهيوني من تمييز عنصري حتى في صفوف الجيش، حيث ترفض هيئة أركان الجيش تجنيدهم في بعض أفرع الجيش مثل سلاح الجو، أو الإستخبارات العسكرية، أو صفوف المخابرات العامة.

 هذه النزعة العنصرية في المجتمع الصهيوني لم تكن استثناء في صفوف الجيش فقد أصل لذلك الحاخام مئير كهانا لحركة "كاخ" المتطرفة حينما سأله أحد الصحفيين، قائلا هل تطالب بطرد أبناء الطائفة الدرزية من "إسرائيل"، بالرغم من خدمتهم في الجيش الإسرائيلي؟ فرد كهانا بكل  ثقة " نعم، ولكننا سنحرص على توفير حافلات مكيفة لهم أثناء الطرد".

  :: ملف خاص بعنوان "غزة تقاوم" 


أعلى