• - الموافق2024/11/23م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
صوت فلسطين الهادر في بريطانيا

سياسي بريطاني تمرس بالسياسة منذ نعومة أظافره، عرف عنه دعمه للقضايا العربية والفلسطينية على وجه الخصوص، من أجل موافقه الداعمة للقضايا العربية فصل من حزبه، لكنه حافظ على ثبات مبادئه ثم حملته غزة هذه المرة إلى مقعد البرلمان.


"سأهز جدران البرلمان من أجل فلسطين"، هكذا كان شعار جورج غالاوي أحد أكبر السياسيين البريطانيين الداعمين لفلسطين، عاد الرجل أخيرا للبرلمان البريطاني بأغلبية ساحقة نائبا عن بلدة روتشديل شمال غرب إنجلترا، حيث دعمه المسلمون بشكل كبير مما مكنه من إزاحة مرشحي الحزبين الكبيرين "العمال والمحافظين" وذلك بسبب دعهما لإسرائيل.

وتعد هذه هي المرة الثالثة التي يحرج غالاوي حزبه السابق، من خلال فوزه بمقعد كان يسيطر عليه تاريخيا حزب العمال. فغالاوي بزغ نجمه السياسي من خلال حزب العمال، لكنه فصل منه عام 2003 بسبب معارضته لموقف حزبه من الحرب على العراق.

يعرف عن غالاوي مواقفه القوية المتضامنة مع القضية الفلسطينية والعربية، ومعارضته للإمبريالية الأمريكية في المنطقة العربية، واشتهر بتنظيم قوافل مساعدات دولية إلى غزة لكسر الحصار عنها.

المولد والنشأة

ولد جورج غالاوي يوم 16 أغسطس/آب 1954 في مدينة داندي على الساحل الشمالي الشرقي لأسكتلندا في عائلة فقيرة.

كانت عائلة والدته من المهاجرين الأيرلنديين، وكانت والدته من الموالين للجمهوريين الأيرلنديين، أما عائلة والده فمن المزارعين الأسكتلنديين، وكان والده ناشطا نقابيا.

ولد في أحضان حركة العمل، وانضم وهو في الـ13 من عمره إلى حزب العمال البريطاني بعد أن أخبر الحزب أن سنه تجاوز 15 عاما، في عام 1981 تم انتخابه رئيسا لحزب العمال في أسكتلندا، في وقت كان الحزب هو القوة الأبرز في البلاد.

مسيرته السياسية

بعد توليه رئاسة الحزب، قاد منظمة "وور أون وانت"، التي تناولت قضايا الفقر والظلم. وفي صيف 1975، وهو في الـ21 من عمره، استقبل في مكتب الحزب بداندي طالبا فلسطينيا جاء يمثل الاتحاد العام للطلبة الفلسطينيين، وبعد حوار عميق معه عن معاناة الشعب الفلسطيني استمر لساعتين، انضم غالاوي إلى مناصري المقاومة الفلسطينية.

وخلال السبعينيات زار بيروت والتقى بالزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، الذي طلب منه البقاء معه لعدة أشهر. وهناك أدرك أن الفلسطينيين هم ضحايا وليسوا إرهابيين كما تحاول إسرائيل وحلفاؤها تصويرهم.

عُرضت عليه وظيفة في بريطانيا، ونصحه عرفات بالعودة، مؤكدا أنه يمكن أن يكون صوتا مهما للفلسطينيين عالميا. وبناء على هذه النصيحة، عاد ملتزما بدعم القضية الفلسطينية.

تم انتخابه للبرلمان لأول مرة عام 1987 نائبا عن غلاسكو هيلهيد بلون حزب العمال، واكتسب بسرعة سمعة في الوسط السياسي، وفي عام 1989 أقام توأمة بين مدينة غلاسكو وبيت لحم في الضفة الغربية في فلسطين.

وتمرد عدة مرات ضد حزبه عندما كان توني بلير رئيسا للوزراء، إذ اختلف معه بشأن تدخل المملكة المتحدة في العراق، وتم طرده من حزب العمال في أكتوبر/تشرين الأول 2003 بعدما قضى فيه 36 عاما بذريعة الإساءة إلى سمعة الحزب عبر تعليقاته إبان الغزو الأمريكي البريطاني للعراق عام 2003، إذ وصف حكومة حزب العمال آنذاك بأنها "آلة كذب توني بلير". وناشد الجنود البريطانيين أن "يرفضوا تنفيذ الأوامر غير الشرعية".

وفي يناير/كانون الثاني 2004، اتحد مع حزب العمال الاشتراكي وشخصيات معارضة لحرب العراق وشكلوا حزبا سياسيا جديدا سُمّي حزب الاحترام، وقاده في انتخابات البرلمان الأوروبي لذلك العام وحصد أكبر تصويت يساري خارج حزب العمال في تاريخ بريطانيا.

حصل التحالف على أكثر من ربع مليون صوت في إنجلترا وحدها، وحصل غالاوي على ما يقرب من 100 ألف من تلك الأصوات في لندن.

في الانتخابات العامة لعام 2005، نجح في كسب مقعد في البرلمان عن بيثنال غرين وبو، وهو مقعد استمر في تمثيله حتى خسارته في دائرة بوبلار ولايمهاوس عام 2010.

عاد إلى البرلمان بعد فوزه في الانتخابات الفرعية برادفورد ويست عام 2012، ولكنه خسر هذا المقعد مرة أخرى في الانتخابات العامة لعام 2015، واستمر في قيادة حزب الاحترام حتى تم حله عام 2016.

رغم التحديات وخسارته، استمر في الترشح للانتخابات العامة عامي 2017 و2019، ورغم عدم نجاحه في هذه المحاولات، أظهر مرونة سياسية واضحة واستمرارية في العمل من أجل القضايا التي يؤمن بها.

في عام 2021، أسس حزب عمال بريطانيا وترشح في الانتخابات الفرعية لباتلي وسبين واحتل المركز الثالث. ولم تثنه هذه النتيجة عن متابعة جهوده السياسية، بل واصل العمل بثقة وتصميم حتى فاز في الانتخابات الفرعية في روتشديل عام 2024 بنحو40% من الأصوات، وعاد بذلك إلى البرلمان للمرة الرابعة خلال 37 عاما.

وقد فاز غالاوي بدعم من الجالية المسلمة في المنطقة التي قاد فيها حملة انتخابية كبيرة كان شعاره فيها أنها بمثابة "استفتاء على غزة"، وفرصة لتنظيم احتجاج ضد حزب العمال المعارض نظرا لموقفه المتخاذل من المطالبة بوقف إطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي على قطاع.

وركز جورج غالاوي في حملته الانتخابية على مناهضة الحرب في غزة، وتوعد بأن تهتز جدران قاعة البرلمان من أجل فلسطين، كما قال في خطاب له أثناء حملته الانتخابية في منطقة روتشديل.

دعمه للقضية العربية والفلسطينية

تاريخ غالاوي حافل بمواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية حيث لعب دورا بارزا في تنظيم قوافل الإغاثة إلى غزة، وهو ما عكس التزامه بالدفاع عن القضية الفلسطينية. كما أسس عام 1980 "اتحاد أصدقاء فلسطين" وأصبح أمينه العام. وشكّل عام 1982 لجنة طوارئ وإغاثة ضد الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية. وفي عام 1991 شكّل لجنة طوارئ خاصة بالعراق، وقد أصبحت فيما بعد تُعرف باسم "لجنة الطوارئ الخاصة بالعراق وفلسطين". كما أنه المؤسس ونائب الرئيس لـ"تحالف أوقفوا الحرب"، الذي حشد مليوني شخص للاحتجاج ضد الحرب على العراق، مما جعلها أكبر وأهمّ مظاهرة في تاريخ بريطانيا.

وفي عام 2009 أسس غالاوي جمعية "عاشت فلسطين" الخيرية، ونجح في جمع مساعدات إنسانية تفوق مليون جنيه إسترليني. وانطلقت قافلة المساعدات من المملكة المتحدة إلى غزة، وسار جورج غالاوي في مقدّمتها خارقاً بذلك الحصار على غزة.

انتمائه الديني

قرر غالوي منذ سن الـ 18 الامتناع عن شرب الكحوليات تماماً معللاً ذلك «تأثيره الضار جدًا على الناس»، وفي شهر مارس من عام 2012 صرح غالوي تصريحاً عده البعض غريباً وغير متوقع قال فيه: «أنا صامد ومعتصم في سبيل العدالة والحق! المسلم شخص لا يخشى قوة إنسان بسيط يعيش في الأرض، المسلم يخشى الحساب يوم القيامة. أنا شخصياً لا أفكر ولا أهتم إلا بيوم الحساب فقط.» ذكرت الصحفيّة هيلين بيد في مقالة نشرت في صحيفة الغارديان في مارس 2012 أن غالوي لم يعتنق الإسلام وأنّ التصريحات السابقة التي قالها كانت لجذب الناخبين المسلمين في برادفورد الغربية للتصويت له.

في أبريل 2012 نشرت مجلة نيو ستيتسمان مقالا أن غالاوي قد اعتنق الإسلام بالفعل في بداية الألفية الجديدة وتحديداً في عام 2000، لكنه لم يعلن هذه الحقيقة. نفى جورج غالوي ادعاءات المجلة. كما اتهم غالوي الصحفية بنشر «أكاذيب متعمدة»، يذكر أنّ الناطق باسم جمعية المسلمين في بريطانيا نفى هو الآخر ما نشرته المجلة وصرّح: «لم أسمع أبدًا أي شيء عن ذلك. أنا لا أعرف إذا كان جورج غالاوي مسلمًا أم لا، لكنه داعم للمجتمع الإسلامي.» يذكر أن غالاوي عندما سئل عن دينه أو معتقدة رفض التصريح أو التوضيح تماماً مصراً بقوله إن الدين مسألة شخصية.

الحالة الأسرية

تزوج غاولاي ثلاث مرات، الزواج الأول كان في عام 1979 بسيدة تدعى ألين فايف، واستمر زواجها حتى عام 1999، وكان ثمرة هذا الزواج فتاة تدعى لوسي، ولدت في عام 1982، ثم تزوج في عام 2000 بأستاذة جامعية متخصصة في علم الأحياء، وتدعى أمينة أبو زياد، وهي من أصل فلسطيني، وقد دام هذا الزواج خمسة أعوام، حيث انفصلا في عام 2005، ليعاود غالاوي الزواج من جديد، فارتبط بباحثة وأكاديمية من أصل لبناني تدعى ريما حسيني، وقد أثمر هذا الزواج ولد في عام 2007، هو زين الدين غالاوي.

  

أعلى