مدينة جنين مدينة قديمة أنشأها الكنعانيون كقرية تحمل اسم عين جيم في موقع جنين الحالية، وقد ترك هذا الموقع بصماته على مر التاريخ، حيث كانت المدينة عُرضة للقوات الغازية المتجهة جنوباً أو شمالاً
جنين مدينة فلسطينية، ومركز محافظة جنين وأكبر مدنها، تقع في شمال الضفة الغربية
التابعة للسلطة الفلسطينية. تبعد عن القدس مسافة 75 كيلومترًا إلى الشمال. تطل جنين
على غور الأردن من ناحية الشرق، ومرج بن عامر إلى جهة الشمال.
بالرغم من قلة عدد سكانها حتى تاريخ وقوع النكبة مقارنة بالمدن الفلسطينية الأخرى،
إلا أن لها ثقلاً اقتصاديًا أكبر بكثير من حجمها السكاني.
تصل مساحة مدينة جنين وحدها إلى 21,000 دونم، مما يجعلها خامس أكبر مدينة فلسطينية
في الضفة الغربية بعد مدن الخليل ونابلس وطولكرم ويطا، بينما تبلغ مساحة محافظة
جنين 583 كيلومترا مربعا أي 9,7% من مساحة الضفة الغربية الإجمالية. يتبع المدينة
مخيم جنين الذي يقع غربها ويسكنه 16,000 لاجئ. وترتفع المدينة عن سطح البحر بمعدل
175 مترًا.
جنين الصامدة عبر التاريخ:
مدينة جنين مدينة قديمة أنشأها الكنعانيون كقرية تحمل اسم عين جيم في موقع جنين
الحالية، وقد ترك هذا الموقع بصماته على مر التاريخ، حيث كانت المدينة عُرضة للقوات
الغازية المتجهة جنوباً أو شمالاً.
وفي العهد الروماني أطلق عليها اسم جيناي، وفي القرن السابع الميلادي نجح المسلمون
في طرد البيزنطيين منها، واستوطنتها بعض القبائل العربية، وعرفت البلاد لديهم باسم
"حينين" الذي حرف فيما بعد إلى "جنين"، وقد أطلق المسلمون عليها هذا الاسم بسبب
كثرة الجنائن التي تحيط بها.
وفي فترة الحروب الصليبية كانت جنين بلدة صغيرة وقعت في أيدي الإفرنج، وحصنوها
بقلاع وأحاطوها بأسوار منيعة، وبعد معركة حطين عام 1187م دخل المسلمون المدينة،
ونزل بها السلطان صلاح الدين وهو في طريقه من القدس إلى دمشق.
وفي عهد المماليك تمت عمارة الخان "الفندق" الذي أنشأه الأمير طاجار الدوادار
"وأنشأ فيه سبيلاً وحماماً وعدة حوانيت يباع بها ما يحتاج إليه المسافر وينتفع به،
كما قامت السيدة فاطمة خاتون ابنة محمد بك بن السلطان الملك الأشرف قانصوه الغوري
بتشييد الجامع الكبير الذي شيد على أنقاض مسجد آخر سابق له، وقد حوله الصلبيون
كنسية بعد ذلك عندما استولوا على المدينة.
|
لها سجل حافل بالنضال ضد الاستعمار البريطاني والصهيوني، حيث أعلنت أول قوة
مسلحة ضد الاستعمار البريطاني عام 1935م بقيادة عزالدين القسّام، واشترك
سكان المدينة في إضراب عام 1936م |
في سنة 496 -1103 وقعت جنين تحت الحكم الصليبي بعد أن داهمها الصليبيون بقيادة
تنكريد دوق نورمانديا، وضمت لإمارة بلدوين ومملكة بيت المقدس، وأطلق عليها
الصليبيون اسم جبرين الكبرى، وبنوا فيها القلاع وأحاطوها بالأسوار لأهمية موقعها.
وقد استعادها المسلمون بقيادة صلاح الدين في معرض غاراتهم على الكرك، وغنموا منها
الشيء الكثير ثم انسحبوا منها إلا أنهم عادوا إليها بعد هزيمة الصليبيين في موقعة
حطين المشهورة عام 583هـ-1187م. ثم عادت جنين لسيطرة الصليبيين بموجب اتفاق الكامل
الأيوبي وفريدريك الثاني الإمبراطور سنة 626هـ-1229م، ثم نجح الملك الصالح أيوب في
إخراجهم نهائياً منها سنة1244 ، وفي سنة 1255 غدت فلسطين بالكامل تتبع سلاطين مصر
من المماليك، وكانت جنين تحت سيادتهم تتبع سنجق اللجون، وظلّت البلدة في حوزتهم إلى
آخر عهدهم.
وفي عهد المماليك كانت جنين إحدى إقطاعيات الظاهر بيبرس، وفي سنة 1260 ولّى السلطان
المنصور قلاوون (بدر الدين درباس) ولاية جنين ومرج بن عامر، وفي سنة 1340 بنى
الأمير طاجار الداودار المملوكي خاناً اشتمل على عدة حوانيت وحمام، وقد وصف
المقريزي هذا الخان بأنه حسن البناء.
تم استحداث قضاء جنين عام 1882م، وكان يتألف من 81 قرية بما فيها جنين نفسها، وقدر
عدد سكان القضاء في أواخر القرن العشرين بـ 44311 نسمة. في العام 1917م كان قضاء
جنين يتألف من 120 قرية.
ومنطقة جنين منطقة زراعية، وأهم محصولاتها الزراعية: القمح، الشعير، السمسم،
الزيتون، البطيخ، واللوز. كما يعد قضاء جنين من أشهر المناطق في زراعة الزيتون في
فلسطين.
ومن أبرز الحوادث التي تعرضت لها جنين في العهد المملوكي الوباء الذي انتشر في مصر
والشام وقضى على كثير من سكان جنين، كما كانت جنين مركزًا للبريد، حيث كان يحمل
البريد من جنين إلى صفد، ومن جنين إلى دمشق عن طريق طبريا –بيسان-إربد- دمشق.
وفي عام 922هـ - 1516م دخلت جنين تحـت الحكـم العثماني، وفي سنة974هـ-1516م، بَنَتْ
فاطـمة "زوجـة لالا مصطفى باشا" جامعاً كبيراً في جنين. وفي سنة 1010هـ-1602م،
تولّى الأمير أحمد بن طرباي حكم جنين تحت سيادة العثمانيين، ثم تولّى حكم صفد ثم
اللجون.
وتعرضت جنين للحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت، حيث عسكر قائده كليبر في مرج
بن عامر فهاجمه جنود الدولة العثمانية بمساعدة أهالي نابلس وجنين، وكادوا يقضون على
الفرنسيين في تلك المنطقة؛ ما دفع بنابليون إلى إرسال نجدة لكليبر، ولما انتصر
الفرنسيون أمر نابليون بحرق جنين ونهبها انتقاماً منهم لمساعدتهم العثمانيين، وبعد
انسحاب الفرنسيين منها أصبحت مركزاً لمستلم ينوب عن والي صيدا.
ثم دخلت جنين كباقي مدن فلسطين تحت الحكم المصري بعد أن نجح إبراهيم باشا في طرد
العثمانيين، وعيّن حسين عبد الهادي حاكماً لها، كما جعلها مركز لواء خاصاً به، إلا
أن حكم المصريين لم يدم طويلاً، حيث اضطرّ المصريون للخروج من بلاد الشام عام
1840م. فعادت جنين قائم مقام في متصرفية نابلس التابعة لولاية بيروت التي أنشئت
بدلاً من ولاية صيدا.
وفي القرن العشرين ارتبطت جنين بالسكك الحديدية التي وصلتها بالعفولة وبيسان
ونابلس، وفي الحرب العالمية الأولى أقام الجيش الألماني مطاراً عسكرياً غرب جنين.
في عهد الانتداب البريطاني أصبحت مركزاً لقضاء جنين.
ولها سجل حافل بالنضال ضد الاستعمار البريطاني والصهيوني، حيث أعلنت أول قوة مسلحة
ضد الاستعمار البريطاني عام 1935م بقيادة عزالدين القسّام، واشترك سكان المدينة في
إضراب عام 1936م،
وقد تعرضت جنين إبان فترة الانتداب البريطاني إلى كثير من أعمال العنف، والتنكيل،
والتخريب، وهدم البيوت على أيدي القوات البريطانية؛ نتيجة لبعض الحوادث، مثل: قتل
حاكم جنين "موفيت" في عام 1938م.
وفي 14 مايو 1948م تركها الإنجليز؛ مما دفع اليهود بمحاولة فشلت في السيطرة على
المدينة أمام صمود المقاتلين الفلسطينيين بمساعدة الجنود العراقيين، وبعد توقيع
الهدنة عام1949م هاجم الفلسطينيون والعراقيون مواقع اليهود واستطاعوا استرداد عدد
من القرى، مثل: فقوعة، وعرابة، والمقيبلة، وصندلة، وجلمة، وغيرها.
وطرد اليهود منها وبقيت جنين مركزاً لقضاء يتبع لدار نابلس، وفي عام 1964م أصبحت
جنين مركزاً للواء جنين ضمن محافظة نابلس، وفي عام 1967م وقعت جنين تحت سيطرة
الاحتلال الإسرائيلي مثل باقي مدن الضفة الغربية، واستمرّت كذلك حتى قدوم السلطة
الوطنية الفلسطينية عام 1995م.
|
كان
الحدث الأبرز الذي شهده المخيم حصار القوات الإسرائيلية له في أبريل نيسان
2002 وأطلق عليه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في حينه "جنين جراد"
نسبة إلى حصار مدينة ستالينجراد الروسية |
بعض الحقائق عن المخيم والمدينة:
- جنين أكبر مدن محافظة جنين، وتقع في شمال الضفة الغربية التابعة للسلطة
الفلسطينية. وتبعد عن القدس مسافة 75 كيلومترا إلى الشمال. وتطل جنين على غور
الأردن من ناحية الشرق، وتقع المدينة على السفح الشمالي لجبال نابلس على الجانب
المطل على مرج بن عامر.
- تأسس مخيم جنين عام 1953 على الطرف الغربي الجنوبي لمدينة جنين في شمال الضفة
الغربية على مساحة من الأرض تبلغ 0.42 كيلو متر مربع.
- يسكن المخيم لاجئون فلسطينيون رحلوا أو اضطروا للرحيل عن ديارهم في منطقة الكرمل
في حيفا وجبال الكرمل عام 1948، وبسبب قرب المخيم من القرى الأصلية لسكانه، فإن
العديدين منهم لا يزالون يحافظون على روابط وثيقة بأقاربهم داخل الخط الأخضر.
- يبلغ عدد سكان المخيم اليوم ما يقارب من 14 ألف لاجئ يعملون في قطاعات مختلفة من
الزراعة والتجارة إضافة إلى الوظائف الحكومية في السلطة والعمل داخل اسرائيل.
- شهد المخيم العديد من الأحداث كباقي الأراضي الفلسطينية خلال الانتفاضتين الأولى
عام 1987 والثانية عام 2000.
-
كان الحدث الأبرز الذي شهده المخيم حصار القوات الإسرائيلية له في أبريل نيسان 2002
وأطلق عليه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في حينه "جنين جراد" نسبة إلى حصار
مدينة ستالينجراد الروسية
التي صمدت في الحرب العالمية الثانية بعد الحصار الألماني الطويل لها.
- استمر القتال داخل المخيم بعد حصاره لمدة 10 أيام منع خلالها جيش الاحتلال
الإسرائيلي دخول سيارات الإسعاف والعاملين في القطاع الطبي والإنساني للمخيم بحسب
تقرير للأمم المتحدة.
- أدت المصادمات حينها حسب تقارير الأمم المتحدة إلى وفاة ما لا يقل عن 52
فلسطينيًا بالإضافة إلى مقتل 23 جنديًا إسرائيليًا، فيما جرح عدد كبير من
الفلسطينين.
- تم خلال هذه المعركة تدمير ما يقارب من 150 بناية الأمر الذي خلف وراءه حوالي 435
عائلة بلا مأوى.
- شكلت منطقة جنين بمخيمها والمدينة وقراها أحد الأهداف الرئيسية للعملية العسكرية
التي أطلقتها "إسرائيل" مع بداية ابريل نيسان 2022 في الضفة الغربية.
- في 11 مايو أيار الماضي قُتلت شيرين أبو عاقلة مراسلة قناة الجزيرة الإخبارية
القطرية بالرصاص أثناء مداهمة نفذها الجيش الإسرائيلي على أطراف مخيم جنين، واتهمت
الجزيرة إسرائيل بقتلها ورفضت الحكومة الاسرائيلية الاعتراف بالمسؤولية عن قتلها.