المرآة اليهودية في "إسرائيل"
جاءت أحداث بيت شيمش في القدس يوم 25/12/2011 بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، فيما يتعلق بمعاملة النساء اليهوديات داخل الكيان الصهيوني، فلم تعد قضية قمع النساء هي التهمة العالمية التي تُلصق في العادة بالعرب والمسلمين، فقد جاءتْ أحداث مدينة بيت شيمش، لكي تؤكد بأن قمع النساء داخل الكيان الصهيوني هو الأقسى، والأكثر خطورة.
يسكن مدينة بيت شيمش أكثر من ثمانين ألف ساكن ينحدرون من أعراق وأجناس مختلفة، أسست المدينة عام 1950 على أيدي المهاجرين اليهود من بلغاريا، ثم التحق بهم مجموعات من يهود كردستان والمغرب وإيران ممن يطلق عليهم مصطلح (السفارديم).
تعتبر مدينة بيت شميش إحدى أكثر مدن الكيان الصهيوني دلالة على أنها تمثل كل السكان الصهاينة، لما تحويه من جماعات مختلفة، وهي كذلك مثالٌ على ما يجري من صراع بين (بقايا) اليساريين الصهاينة، وبين الأصولية الحريدية اليهودية، والتي تتضخم بسرعة فائقة، فالمدينة تضم اليوم أعداد كبيرة من الحارديم المتطرفين من عدة طوائف وعلى رأسها مجموعات (الحاسيديم) كطائفة غور وباداتس وساطمر، ثم حركات ناطوري كارتا وعيدا حارادي وتولدوت أهارون وقد أصبح تأثير الحاخامين في المدينة أشد تأثيرا من كل السياسيين، وقادة الأجهزة الأمنية.
ولم تكن الفتاة الصغيرة (نعامة مارغوليس) التي تسكن بيت شيمش ذات الثمانية أعوام هي المقصودة عندما بصق في وجهها سائق متزمت من الحارديم وهي تسير نحو مدرستها ( أوروت بنوت) لأنها تلبس لباسا غير محتشم( البنطلون) سوى بداية لكبت النساء وقمعهن واستثنائهن من الحياة العامة، فقد اعتادت مجموعات الحارديم أن تُعربد في المدينة، وتزيل كل اللوحات الإعلانية التي تحتوي على صور النساء، وتفرض الإغلاق على محلات بيع ملابس النساء، وتفرض الفصل في محلات السوبرماركت، وتدمر محلات بيع الأيس كريم الفاجرة، لأنها تظهر ألسنة النساء، فقد نقل نقلت صحيفة هأرتس في 27 ديسمبر الماضي الخبر التالي:
"سينظم عشرات الآلاف مظاهرات حاشدة في بيت شيمش بالقدس للتظاهر ضد استثناء النساء من قبل مجموعات الحارديم في المدينة، وستبدأ المظاهرة أمام مدرسة أوروت بنوت التي شهدت مظاهر عنف ضد النساء.
الطفلة نعامة هي من أسرة مهاجرة من أمريكا صارتْ رمزا للمظاهرات بعد أن تعرضت من قبل سائق سيارة حريدي للبصاق عليها وهي في طريقها للمدرسة بحجة عدم الاحتشام! وحين سئل السائق عن فعلته قال:
"كل فتاة لا تلتزم بالتوراة، تستحق البصاق، حتى ولو كان عمرها سبع سنوات"
وتعتبر نعاما وأمها هداسا من الحارديم فأمها تلبس غطاء الرأس للمتزوجات وفساتين بأكمام طويلة، هاجرت من شيكاغو 1983"
ومن المعروف أن كثيرات من النساء المتدينات يخشين السير في حي مائة شعاريم بالقدس المحتلة، لأنهن سيتعرضن للإهانة والبصاق، حتى وهن يلبسن لباسا محتشما، ففي الحي ترتع مجموعات من فرق العفاف الحريدية التي تتلقى أوامرها من حاخاميها المتشددين، وتقوم الفرق بمطاردة النساء، وتقتحم عليهن حتى بيوتهن بتهمة الإخلال بالشرف، وقد أوردت صحيفة يديعوت خبرا يقول:
وجهت تهمة التحرش والإهانة والبصاق في وجه امرأة من حي مائة شعاريم، ضد الحريدي زئيف فرانك الذي بصق عليها لأنها غير محتشمة وقال لها (فاجرة) ، وكان قد ألقي القبض على شخص آخر اسمه شلومو فوشس قبل أيام بصق في وجه امرأة أخرى. يديعوت 9/1/2012
يشارك كبار الحاخامين في هذه الأفعال أيضا ضد النساء، وليس بتحريض أتباعهم فقط، فقد أقدم حاخام بارز في تيار (عيدا حارادي) وهي من التيارات الدينية المتزمتة على رش عيني إحدى النساء برذاذ الفلفل الحار، لأنها لم تسر في الرصيف المخصص للنساء في الشارع العام:
"اعتقلت قوات الشرطة الحاخام يوئيل كروس بسبب اعتدائه على امرأة في حي مائة شعاريم، بسبب طلبه منها أن تسير في الجانب الآخر من الشارع المخصص للنساء ، وعندما رفضت طلبه قام بنثر رذاذ حارق في وجهها، فاستدعت الشرطة .وقال حاخام طائفة عيدا شموئيل بابانهايم :
"هاهي الشرطة تدمر آخر الجسور مع المجتمع الحريدي باعتقال يوئيل كروس مدير عمليات جماعة عيدا ( يديعوت 26/10/2009)"
بين المرأة الصهيونية، والمرأة في الدين اليهودي، تقع مساحةُ الصراع بين الدين والدولة داخل الكيان الصهيوني، وبين المرأة الصهيونية الطلائعية، وبين المرأة الحريدية الأصولية، تقع خارطة الكيان الجديدة.
لقد كانت المرأة الطلائعية داخل الكيان الصهيوني في بداية تأسيسه، من أهم بواعث الإعجاب بالكيان الجديد، فقد كانت المرأة الطلائعية اليهودية، وهي امرأة الكيبوتس، شعارَ الكيان الصهيوني، تُنافس دول أوروبا وأمريكا، وكانت الكيبوتسات مزارا عالميا للراغبين في اقتباس تجربة العيش المشترك والعمل المشترك، الذي يتساوى فيه الرجالُ والنساء، وكانت نساءُ الكيبوتسات لا يعرفن الكثير عن تعاليم الشريعة( الهلاخاه) اليهودية، ولم يكنَّ يلتزمن بطقوس الزواج والطلاق والطهارة والغذاء، فقد كانت النساءُ الصهيونيات الأوائل، يعشن عصر التحرر من كل التقاليد والعادات، ويُشاركن الرجال في كل الأعمال.
فهل يعود السبب إلى قلة نفوذ الأصولية الدينية اليهودية في بداية تأسيس الكيان؟
أم أنه كان تكتيكا من تكتيكات الحركة الصهيونية؟
أم أن السبب يعود إلى حاجة الكيان الصهيوني إلى الرجال والنساء في تأسيس جيش الدفاع؟
أم أن السبب يعود إلى مؤسسي الكيان الأوائل ممن اعتنقوا الفكر التنويري، وكانوا ينظرون إلى الدين اليهودي كعربة توصلهم إلى أرض الميعاد، فجعلوه شعارا عاطفيا، أكثر من اعتباره مرتكزا لتأسيس الكيان الصهيوني الداعم لفكرة دينية أصولية؟
إن إجابات الأسئلة السابقة تحدد مسار البحث، بشأن المرأة الصهيونية، وتحولها من المرأة الطلائعية العلمانية المتحررة، إلى صيغة المرأة اليهودية الحريدية الأصولية.
الحقيقة أن معظم الحارديم من التيار المسيحاني، المتمثل في حزب الأغودات الديني ظلوا يرفضون الهجرة للكيان، لأن عقيدتهم تشير إلى أن استعجالَ الهجرة سيُعطِّل مجيء "الماشيح المنتظر"، ويؤخر الخلاص النهائي، الذي يتمثل في عودة كل اليهود إلى أرض الميعاد.
ومن المعروف أيضا أن أوضاع النساء في أي مجتمع من المجتمعات تخضع للتطورات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية، كذا فإن مقدار حرية النساء في أي بلد من البلدان، يعتبر مقياسا صحيحا للحكم على أسلوب الحياة في البلد، ومؤشرا دقيقا على مستوى تقدمه الفكري والثقافي،
كثيرون يُرجعون بداية التغييرات في الحياة الاجتماعية داخل الكيان الصهيوني إلى ما يسمى بالانقلاب الديني في القرن الماضي عام 1977 عندما استولى حزب الليكود اليميني على الحكم لأول مرة، وانتقل حزب المفدال الديني الصهيوني، من مغردٍ ضمن جوقة حزب العمل اليساري، إلى لاعب رئيس وسط الأحزاب الدينية الحريدية، التي شرعت في المشاركة السياسية ، وقد تمرد الحزب الديني الصهيوني(المفدال) وريث حزب مزراحي( المركز الروحي) في منتصف سبعينيات القرن الماضي على استعماله كعربة موصلة إلى تأسيس الكيان،ليصبح منافسا على الزعامة السياسية والثقافية والدينية، ثم ها هو يتحول اليوم إلى مرحلة العداء السافر للصهيونية، ويعود إلى مبادئه الرئيسة، كحزب يسعى لتأسيس "إسرائيل" الكبرى في أرض الميعاد وعاصمتها يورشالايم كعاصمة أبدية للشعب اليهودي، ولأجل تحقيق هذه الغاية تحوَّل المفدال من حركة عقدية دينية ، إلى حركة استيطانية، وأصبح أكبر حركة استيطانية في التاريخ المعاصر بعد أن أسس تيار( غوش إيمونيم) أو كتلة الإيمان، التي ترفع شعار استيطان كل أرض الميعاد، وأفرز بعد فترة وجيزة الجناح الاستيطاني النشط حركة ( يشع) الاستيطانية الكبرى بمؤسساتها الضخمة وجماهيرها الانتخابية.
"ظهرت غوش إيمونيم كحركة استيطانية ، وبرز أثرها بعد الانقلاب اليميني الذي أطاح بالمقولات الصهيونية مثل ( جيل الصابرا) فحلّ محله [ جيل الاستيطان] ، وانتقل مركز الحركة إلى المستوطنات وظهر في حركة غوش إيمونيم تياران هما:
القوميون الراديكاليون، وهم لا يؤدون الفرائض الدينية وفق الهلاخاه، وأنصار يشيفوت مركز هاراب وهم الأكثر التزاما بالهلاخاه ، وهم المؤسسون لغوش إيمونيم"
وليس من قبيل المبالغة القول إن الحركة الاستيطانية حلَّت محل الحركة الصهيونية بأسرها، واستولت على شعاراتها، وهي تتولى اليوم صياغة أولويات المجتمع الصهيوني بأسره.
تقع قضايا النساء على رأس أوليات الصياغة الجديدة لدولة الاستيطان، بعد أن اكتفى اليساريون بما حصلوا عليه من مميزات، وظلوا لا يفضلون السكن في المستوطنات، وفضلوا الاعتزال في المدن الكبرى، وهاهم يدافعون اليوم عما بقي لهم من أحياء داخل المدن الكبيرة نفسها، بعد غزو الحارديم لمعاقلهم، فقد ترك اليساريون أكثر المستوطنات ، مما أتاح للحارديم تأسيس دفيئات أصولية دينية خاصة بهم، بالإضافة إلى الأحياء التي أسست في المدن الكبرى كحي بني براك في تل أبيب، وحي مائة شعاريم وهارنوف وغيئولا وبيت شيمش في القدس المحتلة، وهم يعتبرون الامتزاج بغير طوائفهم إثما دينيا، لذا فقد فرضوا نظام حياتهم على معظم سكان التجمعات التي يسكنونها، وكان أبرز مظاهر هذا الفرض واضحا جليا على النظام الأسري، وبخاصة المرأة.
"فالنساء في الشريعة اليهودية، لسن مستضعفات يأتين في مرتبة بعد الذكور فقط، بل إنهن مدنسات، يجلبن الإثم للمتدينين، فالنساء، لا يملكن حق الطلاق، ولا يحق لهن رياسة الرجال في أي مجال من المجالات، ولا يُحسبن ضمن نصاب الصلاة، ولا يحق لهن عند طوائف حريدية كثيرة تعلم التوراة والتلمود،ولا يُعترف بشهادتهن في المحكمة الحاخامية الدينية، ولا يُسمح لهن بلبس شال الصلاة والتفلين( أربطة جلدية تحفظ تحتها الوصايا العشرة، وتلف حول ساعد اليد في الصلوات اليومية)"
( من كتاب راشيل بيال " المرأة والشريعة اليهودية 1984 Women and Jewish law )
وقد أشار كثيرٌ من الباحثين والكتاب إلى بعض مظاهر القمع الموجه للمرأة اليهودية، وأشار الكاتب الوزير السابق يوسي سريد لأبرز قضايا امتهان حقوق النساء في الدين اليهودي ومنها:
" إذا سقط رجلٌ وامرأة في نهر، فالإنقاذ يكون للرجل أولا، قبل المرأة، فهو الذي يُحيي الشريعة، أما المرأة فمخلوقة للبيت"، " وفي الصلوات اليومية الثلاثة يشكر المصلي ربه لأنه لم يخلقه امرأة:
Thanks a god Who has not made me a Woman
كما أن التحدث للنساء كثيرا يعتبر زنا، مصيره جهنم!!
" جلوس المرأة في البيت شرف لها، فكل زوجة يجب أن تغسل وجه زوجها وقدميه، وتجهز له فراشه، وكل من تُحجم عن فعل ذلك تعاقب بالضرب بالسوط، أو بمنع الطعام عنها حتى ترضخ"
" على المرأة أن تُلبي شهوات زوجها متى أراد، وإذا تمردت فله الحق في طلاقها"
ويشير الكاتب في مقاله إلى ما هو أبشع في التمييز ضد النساء عند الحارديم المتطرفين ،فهي عندهم مخلوق نجس، تماثل الكلب والخنزير، ويقول الكاتب:
" منذ خمس سنوات قال الحاخام عوفاديا يوسيف في موعظته الأسبوعية معتمدا على ما ورد في كتاب تعاليم الشريعة (شولحان عاروخ):
" يجب على الرجل ألا يسير بين امرأتين، أو بين كلبين، أو بين خنزيرين"!!
(( هارتس 31/12/2011 من مقال ليوسي ساريد))
فالأنثى في الشريعة الشفوية اليهودية عند أكثر الطوائف الحريدية، مخلوق لخدمة الرجل، فهي [أداة] للإنجاب، ولا يمكنها أن تقترب من الرجل، ولا يمكن للرجل أن يمسها وهي في العادة الشهرية، ويجب عليها أن تقضي فتراتٍ طهارة في حمام التطهير (المكفا) مدة أسبوع أو أكثر، تراجع حاخام الحمام الطقسي، المكلف بمنح المرأة رخصة بالطهارة من العادة الشهرية...!
كذا فإن المرأة التي تلد ذكرا تظل ( نجسة) أربعة وأربعين يوما، لا يحق لها أن تلمس كلَّ ما هو طاهر، ولا يجوز لها حتى الجلوس على مقاعد الرجال، وإذا كان المولود أنثي فتظل نجسة ضعف المدة السابقة، أي؛ ثمانية وثمانين يوما!
كما أن صوت المرأة عورة في الشريعة، حتى وإن كان صوتها يُردد أدعية الصلاة، كما ورد في صحيفة هارتس:
"حضرت إحدى الحاخامات من طائفة الإصلاحيين اليهود في أمريكا الشمالية للصلاة في الحائط الغربي(البراق) وكانت ضمن وفد من نساء الحائط المكلفات بتنظيم الرحلات النسائية ، وحضرتْ ضمن مجموعة للمشاركة في مؤتمر اليهود الأمريكيين،كانت تلبس شال الصلاة والقبعة حين أخذت تُردد الأدعية بصوت عالٍ، مما دفع أحد الرجال للصراخ عليها:اخفضي صوتك الخليع، صوت المرأة عورة". (هارتس 26/2/2009 )
وورد في صحيفة أخرى الخبر التالي:
منذ أيام تحدثت التقارير عن اعتقال امرأة يهودية لأنها تلبس شال الصلاة وتحمل التوراة، كذلك الأمر في حافلات الفصل بين الرجال والنساء.
(يديعوت أحرونوت 16/12/2009)
وبلغ الأمر بأن تعاونت الشرطة مع المتطرفين واعتقلت إحدى نساء الحائط، لأنها ارتكبت (جريمة)!! لبس شال الصلاة وحمل لفائف التوراة عند الحائط الغربي:
"اعتقلت المتدينة نوفرات فرنكل لأنها كانت تلبس شال الصلاة وتحمل التوراة ، وجرى الاعتقال منذ أيام ، واليوم اعتقلت امرأة أخرى لأنها تضع على رأسها القبعة والشال وهذه الأدوات مخصصة فقط للرجال، وقالت الشرطة بأن المرأة كانت تلبس رداء أسود وأبيض كالذي يستعمله الرجال..... وصاح بها الحاريديم :
(نازية) اذهبي للصلاة في كنيسة المسيحيين !( يديعوت 27/12/2009)"
ولم يقتصر الأمر في استثناء النساء على الحارديم، وإنما امتد ليشمل ولأول مرة في تاريخ إسرائيل زعماء الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة نتنياهو، فقد أورد الصحفي عمري إفرايم الخبر التالي:
" عقدتْ صحيفة هموديع، وهي صحيفة حريدية للأحزاب الأصولية، مؤتمرا اقتصاديا بالتعاون مع بلدية القدس والوكالة اليهودية ، وحضر المؤتمر وزراء وأعضاء كنيست، منهم وزير المالية يوفال شتاينتس ووزير الدفاع إيهود باراك، بالإضافة إلى رئيس بلدية القدس نير بركات، وقام حراس المؤتمر بمنع دخول النساء إلى المؤتمر، وحظروا الدخول على صحفيتين تعملان لصحيفة يديعوت أحرونوت، وهما مكلفتان بتغطية المؤتمر ، لأنهما امرأتان (نجستان)!!هارتس 12/7/2011
ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، فالمرأة ممنوعة حتى من تشييع جثمان مقربيها في المقبرة كما ورد في الصحيفة :
"حظر الحاخام حاييم عدني حاخام إلياكين في شمال هشارون على النساء المشاركة في الجنازات وفق الشريعة، فيمنع عليهن أن يقتربن من المقبرة مع الأزواج ، ويسمح لهن الدخول بعد انصراف الرجال، وقال الحاخام:الشياطين تبتهج عندما تحضر النساء الجنازات( يديعوت 16/3/2009)"
وقد رفض حاخامٌ آخر أن يسمح لابنة أحد المتوفين أن تؤبنه قبل دفنه لأنها امرأة:
"الفتاة " باتيا" لا تنسى يوم وفاة والدها العزيز، حين ذهبت لتشيعه في مقبرة مجدل هعيمك، لن تنسى أنها مُنعت من إظهار حزنها على أبيها، وحدث ذلك بحضور الحاخام ورئيس المجلس الديني يعقوب عمار، الذي قال لها :
أنت امرأة لا ينبغي أن تتكلمي، فحديث المرأة يدنس الميت
وقد أكَّد الحاخام عمار القصة السابقة وقال:
" حكماء الرجال يتبعون مبادئ الراب شمعون بار يوحاي حيث قال: " ستحدث أمورٌ مفجعة، إذا أبَّنَتْ النساءُ الأموات على المقابر أمام الرجال" .
كما أن الشياطين تفرح عندما تؤبن النساءُ الرجال على المقابر، فإذا رغبتْ هي في إراحة والدها ، عليها أن تصمت، نحن نفعل ما فيه الخير لشعب إسرائيل.( صحيفة يديعوت 29/3/2009)
أفتى الراب (إيال إكرم) المفتي الشرعي في جيش الدفاع بالتعاون مع عدد من الحاخامين الحاريديم بمنع إحدى مجندات كتيبة الناحال الأصولية من تلاوة صلاة القاديش على روح جدتها في الكنيس، وقد طُردتْ من الكنيس لأنها امرأة ( صحيفة جورسلم بوست 22/5/2009 ).
وشملت الحروب التي يشنها الحارديم على النساء شركة طيران [العال] ويعود السبب إلى زي المضيفات في شركة العال، فالمرأة اليهودية يجب أن تخضع لمواصفات اللباس الشرعي المحتشم.
" دعا الحاخام الحريدي غولد نوف إلى مقاطعة شركة العال وبخاصة في موسم أعياد البيسح ، ودعا لتخصيص رحلات حلال للحاريديم وحدهم ، فهم يعترضون على عرض الأفلام الخليعة في الطائرات ، وعلى زي المضيفات غير المحتشم .
وطالب الحاريديم بالسفر عبر الرحلات الدولية الأخرى ، وليس عبر شركة العال" ( يديعوت 16/3/2009).
وتختلف الطوائف الحريدية في مواصفاتها لألبسة النساء، ويتراوح الاختلاف بين بعض التسهيلات التي تمنحها بعض طوائف الحارديم، مثل التيار الديني الوطني الصهيوني، وهو تيار الليتوانيين، وبين التيارات الحريدية المتزمتة على شاكلة تيار عيدا حارادي وناطوري كارتا وتولدوت أهارون، وطوائف الحاسيديم المتعددة، فالمرأة في التيار الديني اللتواني تجبر على ارتداء الباروكة، إذا كانت متزوجة، أو أن تضع غطاءً على شعرها، مع الالتزام بالفساتين ذات الأكمام الطويلة، بينما تحظر الطوائف الحريدية المتزمتة على نسائها لبس البنطال أو كشف الساقين، أو السير بلا غطاء للشعر، ويصل الأمر بطائفة عيدا حارادي إلى إلزام النساء بزي يشبه تماما زي النساء الطالبانيات( نسبة إلى حركة طالبان في أفغانستان) اللاتي يختفين بالكامل تحت نقاب كثيف يُخفي كل تفاصيل المرأة، ونشرت صحيفة يديعوت وهارتس صورا لهؤلاء النسوة، وهن يسرن في شوارع القدس، وأسمتهن ( النساء الطالبانيات) وقد أشارت الصحيفة إلى توزيع كُتيِّبات تشرح ألبسة النساء الحلال:
" وزعت جماعة العفة الحريدية في بيت شيمش بالقرب من القدس مطويات ورقية ووضعتها في صناديق بريد السكان.
كانت المطوية بعنوان : "تعليمات للنساء"
وكان السؤال الأول في المطوية:
أأنت لا ترغبين في إيذاء غيرك ؟
أنت إذن مواطنة صالحة !
ومن المواصفات المطلوب الالتزام بها:
ربط الشعر- الرقبة يجب ألا تظهر من مختلف زواياها- يجب أن يكون القميص واسعا وغير مزود بسحاب، ويجب إغلاقه حتى الرقبة - ويجب أن تكون الأكمام طويلة بحيث لا ينكشف الذراع أثناء الحركة-
وكل تحذير في المطوية مصحوب برسم توضيحي .
ومن فقرات المطوية :
" إن دخول الحي يلزم الداخلين باحترام شعور الساكنين وعدم إيذائهم.
يجب أن تغطي الملابس كل ما يجب تغطيته.
القمصان الضيقة والسراويل الضيقة لباس فاجر"
( يديعوت 21/6/2009 )
ظل جيشُ الدفاع الصهيوني يُسوِّق (المجندات) كفتيات طلائعيات ،يشاركن الرجل في كل القطاعات العسكرية، ويتساوين مع الرجال في الحقوق والواجبات، وكان ذلك مدعاة لإقبال الفتيات على الانخراط في الجيش، كما أن ذلك أسهم في جذب أعداد كبيرة من المهاجرات اليهوديات إلى قطاعات الجيش من معظم دول العالم، ولاسيما من دول الاتحاد السوفيتي السابق، بعد هجرة مئات آلاف اليهود الروس إلى الكيان الصهيوني في تسعينيات القرن الماضي، ويضاف إلى ما سبق، ظلت المجندات في الجيش الصهيوني تُعضد الدعاية الصهيونية بأن الجيش، ليس حضاريا فقط، بل إنه من أكثر جيوش العالم التزاما بالأخلاق والقوانين!
أوردت صحيفة هارتس الإحصاء التالي:
"كانت نسبة الحارديم في الجيش عام 1990 3% ، وبلغت نسبتهم عام 2007 32% اعتمادا على نسبة المسجلين من مدارس اليشيفات الدينية التي تعدهم لدخول الجيش. (هارتس 16/9/2010 )"
من نتائج هذا التغيير الكبير في نسبة مشاركة الحارديم ممن كانوا يعتقدون بأن دخول الجيش حرام،أن أفتى حاخام الجيش الأكبر العميد أفيحاي رونسكي بتحريم دخول النساء للجيش:
"أفتى حاخام جيش الدفاع [ أفيحاي رونسكي] بعدم جواز دخول النساء في جيش الدفاع، وكان قد قال ذلك في مؤتمر عقد منذ أسبوعين حضرته عشرات النساء المجندات، وأضاف : إن العمل الشرعي للمرأة هو فقط في المجال الوطني المدني.
قالت بعض النساء: لستُ مندهشة من أقواله، غير أن دهشتي كانت بسبب تصريحاته أمامنا نحن المجندات المتدينات، كما أن زوجته كانت مجندة تعمل ضمن شركة في وحدته العسكرية !.( هارتس 2/7/2009 تحقيق أناشيل بفر)
وطالب كثيرون، منهم أعضاء كنيست وسياسيون بإقصائه عن منصبه، لأنه اعتدى على أهم صرح في المجتمع الصهيوني ، وهو جيش الدفاع:
"طالب عضو الكنيست أوفير بينس بطرد حاخام جيش الدفاع أفيحاي رونسكي على خلفية تصريحاته في ندوة حضرتها مجندات متدينات ، حول تحريم دخول المرأة جيش الدفاع، وأنه يفضل أن يلتحقن بالوظائف المدنية.
قال أوفير بينس : إنه تخطى كل الحدود ، أطالب رئيس أركان جيش الدفاع غابي أشكنازي بطرده من منصبه .
قال عضو الكنيست من كاديما أورت زارتس :
إن أقوال الحاخام أقوال ظلامية بدائية ، وليس له مكان في جيش الدفاع ، فقد أدلى بأقواله وهو يرتدي زي جيش الدفاع.
مع العلم بأن معظم حاخامات الجيش السابقين كانوا يشاطرونه الرأي ، ولكنهم لم يصرحوا بآرائهم علنا(هارتس 3/7/2009)"
وكان من نتائج الفتوى السابقة أن أقدم المجندون الحارديم في ممارسة طقوس إقصاء النساء في جيش الدفاع، وأصبح للجيش الإسرائيلي ولاءان، أحدهما للحاخامين ، والثاني للقادة العسكريين، أما الولاء للحاخامين، فهو الولاء الرئيس الذي ينبغي الالتزامُ به، حتى ولو أدى ذلك إلى السجن العسكري:
"فقد انسحب مائة جندي ينتمون إلى كتيبة المشاة في نهاية هذا الشهر من اجتماع عسكري عندما شرعتْ امرأة في الغناء، لأن الدين اليهودي يُحرم أن يسمع الرجال غناء النساء، وهذا بالطبع لا يقنع العلمانيين، بأنه يجب احترام حساسية الجنود الدينية.
وصف قائد الكتيبة اللواء إيلي شيرمنستر ما حدث وقال:
"هذه الظاهرة تثير القلق لأنها لا تحترم قوانين جيش الدفاع، وهي تعزز خروج الجنود عن الانضباط، وهي المرة الأولى التي تحدث في الجيش"
(يدعوت 30/3/2009 تحقيق الراب ليفي براكمان)
أفتى أحد الحاخامين في الجيش الفتوى التالية:
"طالب الراب السفاردي مردخاي إلياهو جنود جيش الدفاع من طائفة الحاريديم أن يختاروا السجن على سماع غناء النساء وارتكاب إثم السماع .
وكان الراب السفاردي البارز والمؤثر السابق مردخاي إلياهو يجيب على سؤال أحد الجنود حول الموضوع:
كيف يتصرف الجنود الحاريديم عندما يأمرهم الضباط بالانصياع للأوامر والبقاء عندما تغني النساء؟
فقال الراب إلياهو : يقول التلمود: " من الأفضل لك أن تُسجن متجاهلا الأوامر، على سماع صوت غناء النساء( جورسلم بوست 7/7/2009 )"
وهناك ممارسة قمعية أخرى ضد النساء، فقد أرغمتُ التياراتُ الحريدية شركة إيغد الكبرى للمواصلات العامة على تسيير رحلات باصات حلال ( كوشير) خاصة بالحارديم، وهذا يعني فصل الرجال عن النساء في الحافلات، بحيث يجلس الرجال في المقدمة، والنساء في المؤخرة.
"تظاهر أكثر من ألفي متظاهر حريدي في حي مائة شعاريم ضد شركة إيجد، للمطالبة بزيادة حافلات الفصل بين الرجال والنساء، وكان عشرات من المتظاهرين العلمانيين يصيحون:
" لا تحولوا إسرائيل إلى إيران"
وألقى المتظاهرون الحارديم الحجارة على الحافلات وأشعلوا النار في حاويات القمامة ( يديعوت 24/4/2009 )"
ولم يكتفِ الحارديم بهذه الأنماط من الفصل بين النساء والرجال ، فقد عمدوا كذلك إلى فرض الفصل في الشوارع العامة بين الرجال والنساء، في أحياء مائة شعاريم وغيئولا في القدس،وبني براك في تل أبيب ، بحيث يُخصص للنساء ممر ، وللرجال ممرٌ منفصل، كما ورد في الخبر التالي:
"جالت مجموعة من أتباع حركة ناطوري كارتا الحريدية المتزمتة شوارع بعض أحياء القدس بمكبرات الصوت وهم يعلنون عن الانفصال، بين النساء والرجال في ممرات المشاة في شوارع القدس ، بحيث يكون أحد الأرصفة مخصصا للرجال ، والرصيف المقابل الآخر للنساء .وساروا في حي غيئولا في القدس وطلبوا من سكان الحي الالتزام بالفصل ( يديعوت 12/8/2009 )"
وإذا انطلقنا إلى زاوية أخرى من زوايا قمع المرأة اليهودية، فإننا يجب أن نمر عبر قضايا النساء المعلقات ( العاجوناه) وهي قضية كبيرة داخل الكيان الصهيوني، لأنها تشير إلى قهر النساء المطلقات اللاتي لا يمكنهن أن يبدأن حياة جديدة بعد الطلاق( غيت)، فهناك ظاهرة خطيرة، تتمثل في تعذيب الرجال للنساء، وعدم منحهن رخصة الطلاق، فيبقين(معلقاتٍ) سنواتٍ طويلة، كما أن النساء اليهوديات لا يتمكن من عقد الزيجات المدنية، فالزواج المدني يَحرِم الأسرةَ من التسجيل في الهويات، ويُسجل أطفالُهن بلا دين، ويحرمون من التأمين الاجتماعي، ومن مميزاتٍ أخرى كثيرة، لأن الزواج المعتمد هو الزواج الذي يتم وفق طقوس الحاخامية الدينية المختصة بالزواج والطلاق، وما أكثر القصص عن نساء قضين سنوات طويلة (معلقات) لا يتمكن من بدء حياة جديدة !
"يعد مركز الدرسات اليهودية في جامعة مانشستر خارطة طريق لحل مشاكل النساء اليهوديات(العاجوناه) ممن يرفض أزواجُهن منحَهن الطلاقَ، وهذه المشكلة تعاني منها آلافُ النساءِ اليهوديات في العالم.
فكلُ امرأة عاجوناه تصادق عشيقا جديدا، أو زوجا، يمكن لزوجها الأول الرافض طلاقها أن يتهمها بالزنا، لتُطبق عليها عقوبة الزنا، وإذا رغبت في إنجاب أطفال فإن أطفالها يصبحون - وفق الشريعة- (مامزيريم) أي أولاد حرام، وهؤلاء لا يحق لهم أن يتزوجوا أو يشاركوا كغيرهم في بناء المجتمع ..(جورسلم بوست 6/8/2009 )"
ما أكثر قصص النساء اليهوديات اللاتي لا يتمكنَّ من الحصول على رخصة طلاق (غيت) ويبقين معلقات(عاجوناه) سنوات طويلة.
ولا يمكن لليهودية أن تتزوج بدون الحصول على قسيمة الطلاق "غيت " وهناك مبررات شرعية للطلاق منها : الزنا البيّن – اعتناق دين آخر – رفضها إعطاء زوجها الحقوق الجسدية الزوجية فتعاقب بالطرد من بيتها ولا يسمح لها بأن تأخذ منه شيئا- حتى حذاءها- أو لأنها عاقر، أو أنها قبيحة ، أو فاشلة في إدارة شؤون أسرتها.
وما أكثر الحالات التي تبقي فيها كثير من النساء معلقاتٍ لاختفاء أزواجهن، أو لعدم وجود جثة الزوج! مثلما ورد في هذه القصة:
"شرعت الجالية اليهودية في مدينة بولونيا الفرنسية في إعداد مراسم شرعية لتأبين فقيدها اليهودي، عضو الجالية [ شلومو أنغر] ، وذلك عقب وصول عدد من الجثث التي تم انتشالها من المحيط حيث تحطمت الطائرة الفرنسية القادمة من رويدي جانيرو إلى باريس .
وفي هذه الأثناء ثار جدلٌ حول مصير زوجة المفقود.
وقد عقد التأبين في الكنيس ألأكبر في باريس، ودعوا إلى صلاة قاديش على روح الميت وعلى أيتامه.
وهدد حاخامات فرنسا بمقاطعة مراسم الحداد، قبل اكتشاف جثة المفقود، وأعربوا عن خوفهم من أن مشاركتهم سوف تعتبر رخصة شرعية لإعلان أن زوجته تعتبر [أرملة] بينما هي في الواقع [عجوناه] أي معلقة .
وأعلن القضاة بأن إجراءات الحداد يجب ألا تتم إلا بعد أن يصل أمل الإنقاذ إلى درجة الصفر. وفي هذا الإطار فإن هناك فتوى للحاخام عوفاديا يوسيف حول حادثة مشابهة، حادثة الطيار الذي أُسقطت طائرته بصاروخ وغرق في البحر، فقد اعتبر الحاخام يوسيف أن إصابة الطائرة وسقوطها، وغرقه سببان موجبان لاعتباره ميتا ولاعتبار زوجته [ أرملة] وليست عجوناه . وهذه الفتوى أيضا لا تمنحها حق الزواج مرة أخرى حتى تتم دراسة حالتها الشرعية .( يديعوت 9/6/2009 تحقيق كوبي نحشوني).
ومن مظاهر قمع النساء اليهوديات، اعتبارهنَّ مسؤولاتٍ عن ظاهرة الامتزاج بغير اليهود أي (الأغيار) وعليهن أن يرفضن هذه الامتزاج محافظة على نقاء العرق اليهودي، فلا مكان لعاطفة الحب في شريعة الحارديم، فالحب عندهم بين الأجناس المختلفة خيانة وطنية، لأجل ذلك أسست جمعيات عجيبة في المجتمع اليهودي، لم تحظَ بالدراسة بعد، على شاكلة جمعية أولاد (لاخيم) وجمعية لهافا وهما تختصان بتحذير اليهوديات من الزواج بغير اليهود، وتقومان باستعادة اليهوديات المتزوجات من غير اليهود، وقد نفذت جمعية أولاد لاخيم بالفعل عمليات( اختطاف) يهوديات تزوجن بفلسطينيين يعيشون في النقب أو في عكا وغيرها من المدن. بدون اعتبار لرغباتهن، أو لأطفالهن، وقام كثير من المتطرفين بتحذير اليهوديات من الزواج بغير اليهود، لأن أبناءهن سيصبحون يهودا، وفق تعاليم الهلاخاة التي تنص على أن اليهودي، هو مَن يولد لأمٍ يهودية، فهاهو المتطرف اليميني عضو الكنيست باروخ مارزيل يُنفذ تعليمات حاخامي التيار الحريدي المتطرف، ويحذر عارضة الأزياء الصهيونية بار رفائيلي من مغبة زواجها بغوييمي في رسالة بعنوان : لا تخوني يهوديتك:
"أرسل المتطرف باروخ مارزيل من حركة كاخ السالفة رسالة إلى عارضة الأزياء الصهيونية بار رفائيلي يطالبها بألا تتزوج عشيقها الإيطالي ليوناردو دي كابريو.
وكتب الرسالة بالنيابة عن جمعية (لهفا) وهي جمعية مناهضة للزواج المختلط بين اليهود وغيرهم ومما جاء في رسالته:
" ليس صدفة أنك ولدتِ يهودية، ولم يفكر جدّاك بأنك سوف تغيرين صيغة مستقبل العائلة، وتحولينها من عائلة يهودية نقية، إلى عائلة مختلطة تشابه أعداء الشعب اليهودي، فلا تؤذي يا رافئيلي جيل المستقبل.وقال في تصريح له للجورسلم بوست:
" هناك مشاكل عويصة في الزواج المختلط، ونحن نحارب هذه الظاهرة، إن نجمة مشهورة مثل بار رفائيلي يجب عليها أن تخجل من خيانتها ليهوديتها، إن أفضل الطرق لمنع هذا الزواج هو إرسال رسائل لها، وسأجرب هذه الطريقة بعد أن أغلقت هاتفها، فقد نجحتُ مع كثيرين وفكوا ارتباطهم الزوجي مع غير اليهوديات واختاروا يهوديات صالحات " ( جورسلم بوست 16/3/2010)"
ما يجري داخل الكيان الصهيوني هو حرب ضد النساء قاطبة، فالمرأة محظور عليها أن تمارس أبسط حق من حقوقها، حتى أن المتزمتين يحظرون عليها استعمال مستحضرات التجميل، ويمنحون الجوائز للنساء اللاتي لا يستخدمن مواد التجميل، وهم أيضا يشترطون على الأسواق التي يرتادونها ألا تبيع هذه المواد، وقد أجبروا بالفعل كثيرا من محلات السوبر ماركت في أحيائهم، أن تزيل من الرفوف كل مستحضرات التجميل. كما أنهم حضروا إقامة احتفالات الزواج لأن العروس تهودت بواسطة مؤسسات دينية غير معتمدة من قبل الحاخامية الكبرى المختصة بالزواج، وهم اليوم يقومون بمداهمة المحلات التي يختلط فيها الرجال والنساء.
إن ظاهرة حردنة المجتمع الصهيوني، تتمثل في بعض مظاهر قمع النساء المذكورة في البحث، وهي تؤكد الانحدار السريع لهذا المجتمع نحو التطرف والعنصرية.