تقف اسكتلندا وهي إحدى مكونات المملكة المتحدة الأربع على بعد خطوات من انتخاب رئيس وزراء جديد، والذي من الممكن أن يكون هذا المرة مسلمًا من أصول مهاجرة، فمن هو حمزة يوسف مرشح الذي يحظى بدعم سياسي كبير؟
هو "حمزة هارون يوسف" سياسي اسكتلندي ولد لمهاجرَين وصلا إلى المملكة المتحدة خلال
الستينيات، والده من باكستان ووالدته من كينيا.
تلقى حمزة تعليمه في مدرسة هتشسونز وهي مدرسة مستقلة في غلاسكو، حيث درس الدراسات
الحديثة.
درس السياسة في جامعة غلاسكو وتخرج بدرجة الماجستير عام 2007. أثناء وجوده في
الجامعة كان يوسف رئيسًا لاتحاد الطلاب المسلمين بجامعة غلاسكو (GUMSA)
بالإضافة إلى أنه كان شخصية بارزة منخرطة في السياسة الطلابية وكان عضوا في مجلس
تمثيل الطلاب.
منذ سن مبكرة، شارك يوسف في العمل المجتمعي، بدءًا من المنظمات الشبابية إلى جمع
التبرعات الخيرية.
كان المتحدث الإعلامي المتطوع لجمعية الإغاثة الإسلامية الخيرية، وعمل في الإذاعة
المجتمعية لمدة اثني عشر عامًا وفي مشروع قدم طرودًا غذائية للمشردين وطالبي اللجوء
في جلاسكو.
|
عندما أدى اليمين لعضوية البرلمان، أداه باللغة الإنجليزية ثم الأردية
وأراد بذلك إرسال رسالة اعتزاز بهويته الباكستانية-الاسكتلندية؛ وكان يرتدي
زيًا شروانيًا تقليديًا مزينًا.
|
البرلمان بوابة دخول السياسة:
بدأ حمزة عمل السياسي مساعدًا برلمانيًا لبشير أحمد، وبشير كان أول عضو برلماني
مسلم اسكتلندي عام 2007. كان لأحمد تأثير شخصي كبير على حمزة في تهيئته لدخول عالم
السياسة إلى أن توفي.
عمل حمزة مساعدًا برلمانيًا لعدد من أعضاء البرلمان منهم "آن ماكلولين" و"نيكولا
ستارجن" و"أليكس سالموند" الذي كان وزيرًا أولًا حينها.
في مايو 2011 تم انتخاب حمزة في البرلمان الاسكتلندي كعضو إضافي عن منطقة جلاسكو.
وكان حينها في الخامسة والعشرين من عمره فقط، كان أصغر عضو يتم انتخابه لعضوية
البرلمان الاسكتلندي.
عندما أدى اليمين لعضوية البرلمان، أداه باللغة الإنجليزية ثم الأردية وأراد بذلك
إرسال رسالة اعتزاز بهويته الباكستانية-الاسكتلندية؛ وكان يرتدي زيًا شروانيًا
تقليديًا مزينًا.
حمزة يوسف في الحكومة:
في 5 سبتمبر 2012 أصبح حمزة وزيرًا للشؤون الخارجية والتنمية الدولية بعد أن أجرى
"أليكس سالموند" أول تعديل وزاري كبير له في الدورة البرلمانية. وشهد هذا التعيين
الوزاري عمل حمزة تحت إشراف سكرتير مجلس الوزراء للثقافة والشؤون الخارجية. وهو أول
أسكتلندي آسيوي ومسلم يتم تعيينه وزيرًا في الحكومة الاسكتلندية.
عندما أصبحت "نيكولا ستارجن" وزيرة أولى في نوفمبر 2014، احتفظت بيوسف كوزير مساعد،
على الرغم من تغيير اسم المنصب الذي شغله إلى وزير أوروبا والتنمية الدولية.
في 18 مايو 2016 ، تم نقله إلى منصب وزير النقل والجزر في تعديل وزاري.
في 26 يونيو 2018، تم نقل يوسف إلى منصب وزير العدل في مجلس الوزراء.
كانت إحدى سياساته الرئيسية هي مشروع قانون جرائم الكراهية والنظام العام
(اسكتلندا) الذي وعد بأنه سيبسط التشريعات القائمة بالإضافة إلى إضافة حماية إضافية
للأقليات المضطهدة مع الحفاظ على الحق في حرية التعبير. تم انتقاد مشروع القانون من
قبل الكنيسة الكاثوليكية، والجمعية الوطنية العلمانية.
|
قد يدخل يوسف التاريخ السياسي ليس بالمملكة المتحدة فقط ولكن في الغرب
عمومًا، كأول مسلم يتقلد منصب رئيس الوزراء في بلد غربي، ورغم أن المنافسة
شرسة بين عدد من المرشحين |
سنة 2021 تسلم منصب وزير الصحة والعمل الاجتماعي إبان انتشار جائحة كورونا، وخلال
هذه الفترة تعرض للعديد من الانتقادات، ووجد نفسه في وجه عاصفة عندما طالب الناس
بالتفكير مرتين قبل الاتصال بالطوارئ، وذلك من أجل تخفيف الضغط على المستشفيات، وهو
ما اعتبره كثيرون تعريضا لحياة الناس للخطر وحرمانا لهم من الخدمات الصحية.
يذكر أن يوسف أبٌ لطفلة ومتزوج من ممرضة مسلمة ويعيش رفقة أسرته في مدينة غلاسكو،
ويتفاخر بالظهور رفقة والدته وأخواته وزوجته وكلهن محجبات، وكثيرًا ما يظهر بزيه
الوطني الباكستاني.
ترشحه لرئاسة الوزراء:
يوم السبت 18 مارس نشر حمزة يوسف تغريدة أكد فيها إنه سيخوض المنافسة على قيادة
الجزب ليحل محل "نيكولا ستيرجن" كزعيم للحزب الوطني ورئيس للحكومة.
وأصبح يوسف أول من يعلن اعتزامه الترشح للسباق، بعد استقالة ستيرجن المفاجئة
الأسبوع الماضي قائلة إنها أصبحت مثيرة للانقسام ومنهكة بصورة لا تسمح لها بمواصلة
مهامها.
ومن جانبه أعلن الحزب الوطني الأسكتلندي أنه سيختار زعيمًا جديدًا في غضون 6 أسابيع
من خلال اقتراع لأعضائه والذي سيغلق في 27 مارس.
قد
يدخل يوسف التاريخ السياسي ليس بالمملكة المتحدة فقط ولكن في الغرب عمومًا، كأول
مسلم يتقلد منصب رئيس الوزراء في بلد غربي، ورغم أن المنافسة شرسة بين عدد من
المرشحين،
فإن يوسف له حظوظ كبيرة بالنظر للعلاقات التي نجح في نسجها داخل الحزب الوطني،
وحاجة الأخير لقيادة شابة بشعارات وخطاب جديد.
في آخر استطلاع رأي أنجزته مؤسسة "إبسوس" (Ipsos)،
حول المرشح الأوفر حظًا للفوز في الانتخابات، ظهر نوع من التباين بين توجه
الاسكتلنديين بصفة عامة، وبين توجه الكتلة الناخبة للحزب الوطني الاسكتلندي على وجه
الخصوص.
وكشف الاستطلاع عن أن "كيت فوربس" وهي أبرز المتنافسين مع حمزة متقدمة بـ8 نقاط
فيما يخص رأي المواطنين الاسكتلنديين حول المرشح المفضل لديهم للفوز برئاسة
الوزراء. في المقابل كان هناك تقارب بين المرشحين فيما يخص نوايا التصويت داخل
الحزب الوطني الاسكتلندي، حيث كشف 33% من أعضاء الحزب أنهم سيصوتون لحمزة يوسف،
مقابل 32% لصالح كيت فوربس.
ويحظى حمزة يوسف بدعم قوي من طرف زعيمة الحزب |نيكولا ستورجن"، التي ترى فيه
استمرارًا لمشروعها، خاصة ما يتعلق بالانفصال عن بريطانيا، في المقابل تحظى "كيت
فوربس" بثقة الكتلة المحافظة داخل الحزب.
برنامج حمزة الانتخابي:
من المفارقات التي تشهدها هذه الانتخابات هيمنة قضية الشذوذ وقانون تغيير الجنس على
النقاشات بين المرشحين للانتخابات، ولا سيما بعد استعمال الحكومة البريطانية لحق
النقض (الفيتو) لإسقاط قانون أقرته حكومة "نيكولا ستورجن" الذي يسمح للأطفال في سن
16 عامًا بتغيير جنسهم دون موافقة الوالدين ودون موافقة طبية.
يقدم حمزة يوسف نفسه كمدافع عن حقوق الأقليات ومنها الأقليات الجنسية والشواذ،
والدفاع عن زواج الأشخاص من نفس الجنس، بينما تقف منافسته "كيت فوربس" على النقيض
من ذلك تمامًا، حيث أعلنت صراحة أنها لا تؤيد زواج الأشخاص من نفس الجنس، وكذلك
ترفض فكرة الإنجاب خارج إطار الزواج، كما ترفض قانون تسهيل عمليات تغيير الجنس.
وتنهل كيت فوربس مواقفها -في هذه القضية- من نشأتها وتلقيها تربية كنسية محافظة،
وهو ما رفع شعبيتها في صفوف الكتلة المحافظة في أسكتلندا، في مقابل إعلان هيئات
الدفاع عن الشواذ دعمها لحمزة يوسف.
أما القضية الأخرى التي تعد محل جدل بين مشاريع المرشحين لشغل منصب رئيس الوزراء في
اسكتلندا فهي قضية الانفصال عن بريطانيا، وقد أيد حمزة يوسف موضوع الانفصال خلال
مناظرة انتخابية مع باقي المرشحين، وأكد أنه في حال وصوله لمنصب رئيس الوزراء، فإنه
سيعلن تنظيم انتخابات مبكرة ويضمن أغلبية مطلقة تزيد على 60% بالتحالف مع حزب
الخضر، وبعدها سيجري استفتاء للانفصال عن بريطانيا.