• - الموافق2024/11/05م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
خمسة أسئلة تخبرك ما هي اتفاقية

ما هي أهمية اتفاقية "نيو ستارت" التي علقت موسكو المشاركة فيها؟ ما هي أهم بنودها؟ وما هي دلالات انسحاب موسكو منها؟ وكيف ستؤثر على سيناريوهات الحرب الروسية الأوكرانية؟


الأول: ما هي معاهدة "نيو ستارت"؟

هي معاهدة عرفت بمعاهدة بـ"نيو ستارت" أو "تدابير تخفيض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية والحد منها"، تم توقيعها قبل نحو 13 سنة تقريباً في العاصمة التشيكية في العاشر من أبريل 2010. حيث شهدت مدينة براغ اتفاقاً بين الرئيس الأمريكي في حينه باراك أوباما ونظيره الروسي ديمتري ميدفيديف، على تخفيض مخاطر وأعداد الصواريخ النووية العابرة للقارات.

الثاني: ما هي أهم بنود تلك الاتفاقية؟

·      اتفق الطرفان عبر تلك المعاهدة على تخفيض الحدود القصوى للرؤوس الحربية الهجومية العابرة للقارات، للبلدين بنسبة 30%، والحدود القصوى لآليات الإطلاق بنسبة 50%، مطلقة بذلك تعاوناً جديداً بين الجانبين في مجال ضبط الأسلحة النووية

 

يمكن القون أن الاتفاقية وقتها قد حققت تقدماً في العلاقات بين واشنطن وموسكو، وحافظت على المرونة التي تحتاج إليها الولايات المتحدة لحماية أمنها وأمن حلفائها.

·      بموجب الاتفاق، تلتزم موسكو وواشنطن بنشر ما لا يزيد عن 1550 رأسًا نوويًا استراتيجيًا و700 صاروخ طويل المدى وقاذفات قنابل.

·      كذلك نصت على السماح لكل طرف بإجراء ما يصل إلى 18 عملية تفتيش للتحقق من التزامه ببنود المعاهدة، إلا أن عمليات التفتيش هذه علقت في مارس 2020 بسبب جائحة COVID-19، وفقًا لرويترز.

·      لا تفرض المعاهدة قيودًا على اختبار أو تطوير أو نشر برامج نووية إضافية، ولا تقيد الاتفاقية برنامج الدفاع الصاروخي الأمريكي الحالي أو المخطط له أو قدرات الضربات التقليدية بعيدة المدى لموسكو.

يمكن القون أن الاتفاقية وقتها قد حققت تقدماً في العلاقات بين واشنطن وموسكو، وحافظت على المرونة التي تحتاج إليها الولايات المتحدة لحماية أمنها وأمن حلفائها.

الثالث: كيف عقلت روسيا مشاركتها في المعاهدة؟

·      كان من المقرر أن تنتهي الاتفاقية في فبراير 2021، إلا أن أمريكا اقترحت تمديدها 5 سنوات، وقد وافقت روسيا على ذلك، على الرغم من أنها هددت خلال الفترة الماضية بالانسحاب منها.

·      قبل الحرب الروسية على أوكرانيا في 24 فبراير 2022، كانت العلاقات بين موسكو وواشنطن في أدنى مستوى لها منذ نهاية الحرب الباردة مع اختلافات متواصلة على عدد متزايد من الملفات الدولية والاتهامات بالتدخل في الانتخابات والتجسس وموجة كثيفة من الهجمات الالكترونية.

·      في 9 أغسطس/آب 2022، أعلنت روسيا تعليق عمليات التفتيش الأمريكية المقررة لمواقعها العسكرية في إطار المعاهدة، مؤكدة أنها أقدمت على ذلك ردا على العراقيل الأمريكية لعمليات التفتيش الروسية المماثلة في الولايات المتحدة.

·      مع تراجع طفيف في حدة التصريحات بشأن ضربة نووية قد تشنها روسيا في الحرب على أوكرانيا، تقرر عقد اجتماع من 29 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 6 ديسمبر/كانون الأول 2022 في القاهرة للبحث في إمكان معاودة عمليات التفتيش.

 

المفاوضات المتعلقة بتجديد المعاهدة تعثرت طوال ولاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب الذي أراد ضمّ الصين وهي قوة نووية بارزة أخرى، لتشملها القيود النووية.

·      فيما كان من المقرر إجراء محادثات بين الطرفين لاستئناف التفتيش في نوفمبر الماضي 2022، دعت موسكو إلى تأجيلها، إلى أجل غير مسمى متهمة واشنطن بالعدائية وبث السموم.

·      في بداية فبراير2023 اتهمت روسيا الولايات المتحدة بـ"تدمير الإطار القانوني" للمعاهدة. لتعود وتعلن رسميًا على لسان رئيسها فلاديمير بوتين يوم الثلاثاء 21 فبراير 2023 تعليق مشاركتها في معاهدة نيو ستارت مع الولايات المتحدة للحد من الأسلحة النووية، ولإظهار جدية الأمر كلف بوتين وزارة الدفاع الاستعداد لإجراء تجارب نووية.

وقد أتى هذا القرار الروسي في وقت دخلت فيه الحرب الروسية الأوكرانية عامها الثاني وسط استقطاب عالمي، ودعم غربي شامل لكييف.

يذكر أن روسيا والولايات المتحدة تمتلكان معا حوالي 90 بالمئة من الرؤوس الحربية النووية في العالم.

جدير بالذكر أنه خلال ولاية ترمب، انسحبت الولايات المتحدة من معاهدة “السماوات المفتوحة” بشأن المراقبة الجوية التي انسحبت منها موسكو بعد ذلك.

المفاوضات المتعلقة بتجديد المعاهدة تعثرت طوال ولاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب الذي أراد ضمّ الصين وهي قوة نووية بارزة أخرى، لتشملها القيود النووية.

تراجعت واشنطن عن أبرز مقتضيات معاهدة القوات النووية المتوسطة المدى المبرمة خلال الحرب الباردة مع موسكو.

الرابع: ماذا يعني تعليق روسيا مشاركتها في المعاهدة؟

تهدف الخطوة الروسية إلى زيادة الردع النووي من خلال تقليل الشفافية النووية. من خلال الانسحاب من معاهدة نيوستارت.

وقالت الخبيرة الأمريكية المختصة في الشؤون الدولية والاستراتيجية، "إيرينا تسوكرمان":

·      الخطوة الروسية تعني تصعد موسكو من مستوى عدوانها خاصة أنها تشكل تحالفات قوية مع الصين وإيران اللتين تدعمانها بالمساعدة والدعم السياسي، والآن إيران تمدها بالسلاح وقد تفعل ذلك بكين في المستقبل القريب.

·      سبق لروسيا أن علقت مشاركتها في معاهدات أخرى مع الولايات المتحدة، في إشارة إلى أنها ليست شريكًا جديرًا بالثقة في أي اتفاقيات ومشاركات دبلوماسية، عن طريق الانسحاب أحادي الجانب كإظهار للقوة.

·      الآن من خلال الانسحاب من آخر معاهدة نووية متبقية مع الولايات المتحدة، ترسل روسيا إشارات إلى شعبها بأنها لا تعتبر أيًا من هذه الاتفاقيات السابقة مشروعة، وأنها لن تكون مقيدة بأي معايير غربية، وأنها تعتبر الانتشار النووي في مصالحها الخاصة، وأن تبني الموقف المعادي للغرب بشكل متزايد هو في المصلحة الوطنية لروسيا - على الرغم من حقيقة أن الاقتصاد يتدهور وأن معظم الروس يعانون من آثار سيئة.

·      بوتين بهذا الإعلان يلوم الغرب على الحرب، من الواضح أنه لا يعتبر أوكرانيا، مهما كانت النتيجة النهائية، معركته الأخيرة ضد الولايات المتحدة، وليس لديه أي نية للدخول في مفاوضات سلمية من أجل الانسحاب لأنه لا يعتبر ذلك عرضًا للضعف فحسب.

·      يشار أن روسيا وصفت العام الماضي خطر نشوب صراع نووي بأنه حقيقي، وقالت إنه ينبغي عدم الاستهانة به لكن يجب تجنبه بأي ثمن.

الخامس: كيف كان رد الفعل الغربي؟

·      دانت كل من واشنطن وحلف الناتو هذه الخطوة، واعتبرا أنه قرار متسرع ومحفوف بالمخاطر.

·      واعتبر وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن" أن قرار روسيا تعليق معاهدة خفض الأسلحة النووية مع واشنطن "مؤسف للغاية وغير مسؤول"، لكنه شدد على أن بلاده ما زالت مستعدة للحوار بشأن هذه القضية.

·      كذلك انتقد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي" ينس ستولتنبرغ" روسيا لتعليق مشاركتها في المعاهدة قائلا "آسف لقرار روسيا اليوم تعليق مشاركتها في معاهدة نيو ستارت".

·      وزادت المخاوف من حدوث مواجهة نووية منذ الحرب الروسية على أوكرانيا، وهو ما بدا واضحًا في خطاب بوتين اليوم الثلاثاء الذي ذكّر فيه العالم بحجم ترسانة موسكو وقوتها، وقال إنه مستعد لاستخدام كل الوسائل الضرورية للدفاع عن "وحدة أراضي" روسيا.

 

أعلى