إقبال كبير من المدارس الأمريكية على الفصل بين الجنسين
نشرت صحيفة أمريكية تقريراً قالت فيه إن
الكثير من المدارس في مدينة "هرث لاند"
الأمريكية أخذت تتجه نحو منع الاختلاط والفصل بين الجنسين في التعليم.
و في التقرير الذي نشرته صحيفة "يو اس
إيه توديه" الأمريكية تقول لورنس "لورين بانوس" طالبة في المرحلة
المتوسطة إنها تفاجأت حينما ذهبت لمدرستها ووجدت أنها خالية من الطلاب الذكور.
وتشير الطالبة التي تدرس في مدرسة تابعة لـ"هرث لاند" على بعد 25 ميلا
إلى الغرب من "ميل ووكي" إن والديها لم يخبراها بأنهم أتموا تسجيلها في
مدرسة من هذا النوع، ولم تكن تعلم بهذه الفكرة.
لكن الفتاة التي يبلغ عمرها 14 عاماً تقول
إنها منزعجة لأنها تشعر بأنها حرمت من حقها. وبالرغم من ذلك الانزعاج إلا أن
إدارات مدارس أخرى تبحث في هذا الخيار، سواء كان ذلك مقتصراً على فئات طلابية
معينة أو جميع المراحل.
بعد أن فتحت المجال الحكومة الفيدرالية أمام
هذا النوع من التعليم في الخريف الماضي، يجد الآباء أن هذا النوع من التعليم يبعد
أطفالهم عن التحرش الجنسي و الانحراف، وكذلك يساعد في توفير بيئة تعليم جيدة، بحيث
يمنح التلاميذ الوقت الكافي للتركيز في الأشياء التي يتعلموها.
أما زميلة بانوس، أليسون دوغلاس(15 عاما) فهي
لا تجد أن الانقطاع عن الطلاب من الذكور أمر يشعرها بالقلق كثيراً مثل
زميلتها. وتقول : "إن الفتيان هم
أكبر مصدر للإزعاج في الفصول الدراسية". وترى أن جزء من التكلف و الضغط الذي
تتعرض له الفتيات بسبب وجود الفتيان في نفس الفصول الدراسية سيزول، وكذلك نفس الشيء النسبة للفتيان.
بانوس و دوغلاس يدرسان في مدرسة هي الثالثة في
ولاية ويسكاونسن التي تفصل بين الجنسين أثناء الدراسة، وفي عام 2008 قرر مجلس
إدارة مدارس "ميل ووكي" إنشاء نظام الفصل بين الجنسين في الدراسة.
وتنتشر تسعة مدارس من هذا النوع في مدن
أمريكية أخرى، مثل نيويورك ودالاس وشيكاغو وسياتل والعاصمة واشنطن.
وقررت إدارة "ميل ووكي" إنشاء
مجموعة مدارس أخرى في مدن ميامي وأتلانتا و كليفلاند وتطبيق برنامج الفصل بين
الجنسين فيها. وعلى الصعيد الوطني فإن 253 مدرسة تقدم برامج تعليمية تفصل بين
الجنسين، بينها 51 مدرسة تدرس جنس واحد فقط، بحسب ما سجلته الجمعية الوطنية للفصل في التعليم العام عام 1995.
أما المعارضين لهذا النوع من التعليم فإنه
يرون أنه من الأجدى العودة لأساليب التعليم القديمة، لأن هذا النوع من التعليم
يعيد البلاد لعهد الفصل العنصري.
بدورها قالت إميلي مارتن، نائب مدير المشروع في اتحاد الحريات
المدنية الأميركية لحقوق المرأة، :"إن عدد كبير من المدارس ترى بأنه يمكن
تجربة هذا الإسلوب من التعليم وتطبيقه على الطلاب".
أما ليزا ماتيز مديرة العلاقات الحكومية في
الجمعية الأمريكية للنساء الجامعيات فإنها تعتقد بأن هذا النوع من التعليم لا يقدم
حلول للمشاكل الموجودة بل يصرف النظر عنها و يقتصر على تقديم أوهام.
في السابق كان يسمح للقليل من المدارس إتباع هذا
النوع من التعليم، واقتصاره فقط على أنشطة معينة مثل التمرينات الرياضية والتربية
الجنسية، لكن بفضل التوجهات الجديدة لوزارة التعليم في البلاد، فان هذا النوع من
التعليم سيشهد المزيد من الإنجازات، بالإضافة إلى أنه سيمكن الطلاب من تلبية
احتياجاتهم الفردية.
ومع ذلك فإن الصحيفة تقول إنه لا يجب إجبار
الطلاب على الدخول في مثل هذه المدارس وترك الأمر طواعية وليس إجباراً، وترى بأنه
من المناسب أن يكون هناك مساواة بين الطلبة من الذكور والإناث.
ويقول ليونارد ساكس أحد مدراء التعليم، إن
مدارس الجنس الواحد تمثل 7 بالمائة من المدارس في البلاد، لكن في حال قررت المدارس
الحكومية إتباع طريق المدارس الخاصة في هذا النوع من التعليم، فإننا سنلحظ افتتاح
خمسة آلاف مدرسة من هذا النوع في السنوات العشرين المقبلة.
أما جيف اسبنس وهي مديرة إحدى المدارس فإنها
تقول بأنها فتحت المجال أمام خطة "ميل ووكي" للتطبيق بعد أن كانت محتفظة
بها على لوح مرسوم لمدة ثلاث سنوات.
وتقترح اسبنس على الأطفال والأهالي بأن يجربوا
هذه الخطة، وتقول بأنها مسألة اختيار، وتشير إلى وجود عدة خيارات في هذا المجال.