• - الموافق2024/11/05م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
لغز ظاهرة الانتحار لماذا يقتل الجندي اليهودي نفسه؟

تشير دراسات صهيونية إلى أن دولة الاحتلال تشهد سنوياً نحو 500 محاولة انتحار، ما يعني أن جنيداً واحداً يقدم على محاولة الانتحار كل يوم، ونحو 10% من جميع حالات الانتحار هم مراهقون تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً،

 

في أحدث معطيات نشرها جيش الاحتلال، أواخر العام الماضي 2022، أظهرت أن 14 جندياً أقدموا على الانتحار خلال العام المذكور، بزيادة 3 حالات انتحار عن العام 2021، ليسجل العام 2022 المعدل الأعلى في حالات الانتحار في صفوف الجيش منذ خمسة أعوام، وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" ذائعة الصيت، فإن المنتحرين جميعاً من الذكور، وقد نفذوا الانتحار خلال تأديتهم الخدمة العسكرية.

وأظهرت المعطيات الصادرة عن ما تسمى "وحدة القوى البشرية" في الجيش الصهيوني أن 95% من حالات الانتحار سجلت في أوساط الجنود من الذكور، من دون أن يتركوا وراءهم أي خطابات أو رسائل تشرح وتوضح أسباب إقدامهم على الانتحار، الأمر الذي يجعل قيادة جيش الاحتلال في حيرة من أمرها، جراء هذه الظاهرة الآخذة في التنامي والتصاعد.

وفي محاولة منها للحد من هذه الظاهرة، ومنع زيادتها في أوساط الجنود، عملت قيادة الجيش على إصدار تعليمات وإرشادات للضباط تحثهم على الحرص وزيادة اليقظة والاهتمام اللازم بالجنود، خاصة ممن شخصوا بأنهم يعانون من ضائقة نفسية، وفتحت خطاً ساخناً لمساعدة هؤلاء الجنود على التخلص من الضغوط النفسية، وكذلك فحص الأسباب التي أدت إلى الارتفاع في حالات الانتحار في صفوف الجنود خلال العام 2022.

 

في أكتوبر من العام 2021، أظهرت إحصاءات رسمية أن الانتحار يعتبر سبب الوفاة الثاني لدى الفئة العمرية حتى منتصف العشرينيات التي تنخرط بالخدمة العسكرية في الجيش، سواء من فترة التأهيل بالتعليم الثانوي للتجنيد أو خلال الخدمة العسكرية الإلزامية وحتى في خدمة الاحتياط.

وفي هذا السياق أيضاً، جهزت شعبة القوى البشرية في الجيش الصهيوني خططاً تهدف إلى الحد من حالات الانتحار، وتشمل برنامجا لتقليص ساعات حيازة الجنود للسلاح، سواء في المعسكرات أو حتى في أوقات الإجازة والعودة لمنازلهم، إضافة إلى توسيع دائرة التعليم ودورات التأهيل للجنود، خاصة ممن يعيشون أنواعاً من الأزمات النفسية والاجتماعية.

واستحوذت هذه الظاهرة على اهتمام هذه الشعبة خلال السنوات الخمس الماضية، حيث باشرت أواخر العام الماضي بإجراء فحص فيما إذا كان أحد الأسباب في زيادة حالات الانتحار في أوساط الجنود هو الموافقة من عدمها على منح الإعفاء من الخدمة العسكرية لدوافع نفسية، سواء قبل الانخراط في الخدمة العسكرية أو خلال العام الأول من الخدمة العسكرية.

ويستدل من معطيات هذه الشعبة أنه خلال العام 2022 تراجعت نسبة الموافقة على طلبات الإعفاءات من الخدمة العسكرية بنسبة 7.5%، وفرضت إجراءات صارمة للمجندين لإثبات الوثائق والمستندات الطبية لمختصين نفسيين في حال أصروا على الإعفاء من الالتحاق بالخدمة، في الوقت الذي أظهرت فيه معطيات عسكرية الارتفاع المتواصل في طلبات الإعفاء من الخدمة لدوافع نفسية وأسباب اجتماعية، حيث سجلت في العام 2015 طلبات بلغت نسبتها 4.5% تطلب الإعفاء من الخدمة بسبب الأوضاع النفسية، وتضاعفت الطلبات وارتفعت لتصل إلى 8.5% في نهاية العام 2020.

كما أظهرت المعطيات العسكرية نفسها أن طلبات الإعفاء من الاستمرار في الخدمة لأسباب نفسية في ارتفاع متواصل حتى خلال الخدمة الإلزامية أيضًا، حيث بلغت 8.6%، علما أن أغلبية طلبات الإعفاء تكون خلال العام الأول من الالتحاق بالخدمة، وأن الخدمة العسكرية للذكور تبلغ 30 شهرا، والإناث ملزمات بالخدمة العسكرية لمدة 24 شهرا.

وفي دراسة علمية منفصلة، تبين أن أعداداً من حالات الانتحار بين الجنود في الجيش لم يتم تشخيصها فقط باضطراب نفسي، بل إن معظم الجنود الذين انتحروا عانوا مدة طويلة من قلق بشأن المستقبل، وعاشوا حالة إحباط مستمر وارتباك شديد وشعور بعدم الانتماء للإطار العسكري.

وفي أكتوبر من العام 2021، أظهرت إحصاءات رسمية أن الانتحار يعتبر سبب الوفاة الثاني لدى الفئة العمرية حتى منتصف العشرينيات التي تنخرط بالخدمة العسكرية في الجيش، سواء من فترة التأهيل بالتعليم الثانوي للتجنيد أو خلال الخدمة العسكرية الإلزامية وحتى في خدمة الاحتياط.

وتشكك أوساط في المجتمع الصهيوني من دقة الأرقام الرسمية الصادرة عن الجيش، وتعتقد أن عدد حالات الانتحار بين الجنود أعلى من ذلك، لأنه في بعض الحالات يتم توثيق الانتحار على أنه حادث تدريب أو حادث طرق أو لأسباب أخرى غير الإقدام على الانتحار، مما يعني تعمد التكتم على الأعداد الحقيقية للجنود المنتحرين.

وللإجابة بشكل أكثر دقة وتفصيلاً على سؤال: لماذا يقدم الجندي في الجيش الصهيوني على الانتحار؟، فإن الأسباب ترتبط إلى حد ما بانتشار ظاهرة الانتحار عموماً في المجتمع الصهيوني، وبين اليهود من مختلف الطوائف والشرائح العمرية والطبقات الاجتماعية، وذلك لأسباب نفسية واجتماعية واقتصادية، بمعنى أنه لا يمكن عزل ظاهرة الانتحار في صفوف الجيش عن تفشي الظاهرة في المجتمع الأكبر، حيث أظهرت الإحصاءات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة الصهيونية تسجيل 6215 محاولة انتحار خلال العام 2020، وهذه الأرقام في تزايد مستمر عاماً من بعد عام.

 

أظهرت المعطيات الصادرة عن ما تسمى "وحدة القوى البشرية" في الجيش الصهيوني أن 95% من حالات الانتحار سجلت في أوساط الجنود من الذكور، من دون أن يتركوا وراءهم أي خطابات أو رسائل تشرح وتوضح أسباب إقدامهم على الانتحار، الأمر الذي يجعل قيادة جيش الاحتلال في حيرة من أمرها، جراء هذه الظاهرة الآخذة في التنامي والتصاعد.

وتظهر دراسات صادرة عن مؤسسات صهيونية أن 80% من حالات الانتحار سجلت بين الذكور و20% بين الإناث، وأن 60% من حالات الانتحار سجلت لدى الفئة العمرية من المرحلة الثانوية إلى عمر 26 عاما، وهي الفترات التي يتم فيها التأهيل للانخراط في الجيش أو فترة الخدمة العسكرية الإجبارية وكذلك فترة الخدمة بصفوف جيش الاحتياط.

وتشير بيانات هذه الدراسات إلى أن المجموعات السكانية الموجودة في دائرة خطر الانتحار هي في صفوف اليهود المهاجرين سواء من روسيا أو يهود الفلاشا وأفريقيا، وكذلك في صفوف المسنين والشريحة العمرية 75 عامًا، وذلك لأسباب اقتصادية واجتماعية وشعورهم بالغربة في المجتمع الصهيوني.

وكأحد أبرز العوامل شيوعاً والتي يمكن أن تؤدي إلى الانتحار في أوساط الجيش، هو التجنيد والانخراط في الخدمة العسكرية الإجبارية التي تؤدي إلى إخراج المجند من البيئة التي يعرفها، ما يسبب اضطرابًا كبيرًا في حياته، حيث تعتبر الخدمة العسكرية عامل ضغط كبير عندما يتعلق الأمر بالخدمة القتالية والحالة الأمنية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، حيث تكون حياة الجندي في خطر.

وفي ظل تفشي هذه الظاهرة وتناميها، اضطرت قيادة الجيش الصهيوني إلى تأسيس وحدة خاصة بالصحة النفسية، إضافة إلى الاستعانة بالوسائل التكنولوجية، ومتابعة ورصد منشورات الجنود ونشاطهم على منصات التواصل الاجتماعي، واستخدام آليات إلكترونية لتحديد مكان الجنود المفقودين، أو الذين يوجدون في دائرة الخطر.

 

 

أعلى