الانحرافات العقدية والعلمية في القرنين الثالث والرابع عشر الهجريين
الأمة
الواعية هي التي تراجع نفسها من حين لآخر، تتأمل ماضيها بعين البصير، وتنقد حاضرها
بعين الرقيب، وتستشرف مستقبلها بعين الناصح الأمين .
والعلماء
(ورثة الأنبياء) يضطلعون بالدور الأكبر في هذه المراجعة، دور الطبيب الحاذق الخبير،
الذي يتفحص الأعراض والظواهر؛ ليقف على حقيقة العلة والداء، ثم يصف بناءً على ذلك
مسترشداً بالنور وشفاء الصدور علاج هذا الداء وطريقة استئصاله، ليعمل أهل الخير
وطائفة الحق منطلقين من أرضية ثابتة، معلومة الأبعاد لتصحيح ما فسد، وإقامة ما
اعوج .
والرسالة
التي نحن بصددها هي من هذا النوع المُعِين على الوقوف على حال الأمة وواقعها بعد
عهود من انفراج خط الانحراف، حتى وصل إلى مرحلة يصعب فيها إلا على من وفقه الله
(عز وجل) إبصار الصراط المستقيم، وسط تشويش الداعين إلى أبواب الضلال .
وهذه
الرسالة من الأهمية بمكان في هذا المجال، حتى قال عنها مقدمها والمشرف عليها الشيخ
محمد قطب (وفقه الله) في تقدير بالغ ممزوج بتواضع جم : ( .. ولكني أشهد أن رؤيتي
لهذه القضية كانت رؤية الخطوط العريضة فحسب، أما الباحث : فقد حاول وبنجاح أن يقرأ
الخطوط الدقيقة، وقد فوجئت وأنا الذي وجهته ووجهت طلابي إلى هذه النقطة بأن واقع
الأمة الذي أحدثهم عنه كان أسوأ بكثير مما حدثتهم عنه، وأسوأ بكثير مما كنت أعرف
منه .. ) .
(
ولقد وضع يده على أخبار وحوادث لم أكن على علم بها، وهذه شهادة مني له، شهادة
تقدير للعمل الذي قام به) .
وموضوع
الرسالة : (الانحرافات العقدية والعلمية في القرنين الثالث عشر والرابع عشر
الهجريين وآثارها في حياة الأمة)[*]
.
وهي
رسالة علمية تقدم بها مؤلفها الباحث (علي بن بخيت الزهراني) إلى قسم الدراسات
العليا الشرعية، فرع العقيدة، بجامعة أم القرى بمكة المكرمة، ونال عنها درجة
الماجستير في الشريعة الإسلامية فرع العقيدة، بتقدير ممتاز، مع التوصية بطبع
الرسالة وتبادلها، وخرجت الرسالة بعد طبعها فيما يزيد عن ألف صفحة، من القطع
العادي (17سم) .
وقد قسم الباحث أطروحته التي أمضى خمس سنوات لإتمامها إلى :
مقدمة،
وتمهيد، وأربعة أبواب، وخاتمة :
اشتملت
المقدمة على بيان الموضوع، وأهميته، والأسباب
التي دعت إلى اختياره، وبعض ما اعترضه من عقبات، وعرض خطة البحث .
أما
التمهيد : فتناول فيه باختصار : أحوال الأمة
الإسلامية قبل القرنين محل الدراسة، وركز فيه على أهمية العقيدة في حياة الأمة، مع
بيان حال الصدر الأول من الصحابة، وأثر العقيدة فيهم، ثم عرّج على ظهور الفِرَق
وبذور الانحرافات قبل القرنين المقصودين بالدراسة .
وكان
موضوع الباب الأول : الأحوال العقدية والعلمية عند
المسلمين في القرنين الماضيين، ويعتبر هذا الباب عمدة الرسالة وأساسها، وقد
حوى تسعة فصول :
ناقش
في الأول : انحصار مفهوم العبادة، والآثار
السيئة التي ترتبت على ظن كثير من الناس أن العبادة هي مجرد أداء الشعائر التعبدية
فقط .
وعرض
في الثاني : الفكر الإرجائي الذي يخرج العمل من
الإيمان، وخطورة هذا الانحراف الذي هيمن على ساحة الفكر الإسلامي .. حتى
قال عنه الأزهري : (ما ابتدعت في الإسلام بدعة أضر على أهله من الإرجاء) .
وكان
الفصل الثالث عن : ضعف عقيدة الولاء والبراء،
التي تحولت إلى عقيدة عمياء عند أبناء المسلمين، وأوضح الأدوار التي أسهمت في
إضعافها، بدءاً من دور السلطان العثماني (محمود الثاني) الذي قال : (إنني لا أريد
ابتداءً من الآن أن يميز المسلمون إلا في المسجد، والمسيحيون إلا في الكنيسة،
واليهود إلا في المعبد، إني أريد ما دام يتوجه الجميع نحوي بالتحية ( ! ) أن يتمتع
الجميع بالمساواة في الحقوق، وبحمايتي الأبوية .. ) .
ثم
عرض الباحث لأدوار أخرى أضعفت هذه العقيدة .
وفي الفصل الرابع : بيّن
غربة العقيدة الصحيحة ومقاومتها، والافتراءات الكاذبة والتهم الباطلة التي
حوربت بها دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (رحمه الله) .
ثم
أوضح في الفصل الخامس : هيمنة الفلسفة وعلم الكلام على
علماء العقيدة ومؤلفاتها، بدءاً من العصر العباسي، وكيف انتهت دراسة
العقيدة إلى مجرد دراسات لعلم الكلام في
الكليات الشرعية في الجامعات الإسلامية المشهورة .
وأما
الفصل السادس : فقد أطنب في بيان انتشار مظاهر الشرك
والبدع والخرافات، وقسمه إلى قسمين : أولاً : انتشار مظاهر الشرك، ثانياً :
انتشار البدع والخرافات .
فتحدث
في القسم الأول : عن بناء المساجد على الأضرحة
والقبور، والاستغاثة والاستعانة بأصحاب هذه الأضرحة، والذبح والنذر لها، ... وغير
ذلك من مظاهر الشرك الأكبر والأصغر التي هيمنت على حياة الناس، الذين وصل الغلو
ببعضهم إلى القول ( بإسقاط فريضة الحج عمن يشد الرحال إلى بعض الأضرحة التي
يعظمونها ويعبدونها من دون الله عز وجل)، وأصبح عندما (يداهم الأمة عدو أو ينزل
بها خطب فلا تستعد كما يجب إن هي استعدت أصلاً؛ لأن عندها من (الأرباب) ما لم يخل
منهم قُطر ولا مصر، فإذا دهمهم خطر فسرعان ما يهرع كل أهل بلد إلى مربوبهم !
(مقبورهم) ... فيلوذون به ويستغيثون بجنابه ... ) ! نعوذ بالله من الخذلان .
وفي
القسم الثاني : تحدث عن انتشار البدع والخرافات،
ومنها الموالد والاحتفالات .
ثم
كان طبيعيّاً أن يكون الحديث في الفصل السابع عن :
الصوفية في هذين القرنين : نشأتها، وأسباب انتشارها، ونفوذ أربابها في
العالم الإسلامي، ونظرتهم إلى العلم والحياة،
ودعائم نظامهم التربوي وعقائدهم المنحرفة .
ثم
تحدث في الفصل الثامن عن : ازدياد نشاط الفرق المنحرفة
وحربها للمسلمين في هذين القرنين، من رافضة، ونصيريّة، ودروز، وإسماعيلية . وبهائية، وقاديانية ...
وكان
الفصل التاسع والأخير من أهم فصول هذا الباب، حيث تحدث
عن :
موقف العلماء، وأنه لم يكن على المستوى
المطلوب، فقد تجافى كثير منهم عن المشاركة في الحياة العامة والتأثير في الأحداث،
كما شارك كثير منهم في الابتداع في الدين، مما جعل الإسلام أشبه ما يكون بالديانات
المحرفة؛ لكثرة ما ابتُدِعَ فيه، كما انغمس كثير منهم في متاع الحياة الدنيا،
فكانت النتيجة : عدم قيامهم بالأمانة التي حمّلهم الله (عز وجل) إياها، (بينما
البقية الصالحة منهم قد قبعت في بيوتها، أو انزوت في الدرس والكتاب، تحسب أن
مهمتها قد انتهت إذا لقنت الناس العلم) .
وبذلك
انتهى الباب الأول الذي استغرق حوالي نصف الرسالة، إذ هو كما يقول الباحث :
(المقصود الأعظم من البحث) .
أما الباب الثاني : فقد كان موضوعه : الانحرافات العلمية في القرنين الثالث عشر والرابع عشر
الهجريين، وقد فصله إلى فصول ثلاثة :
تحدث
في الفصل الأول عن : المستوى التعليمي ومناهج التعليم،
حيث (حدث تقلص ضخم (في مناهج التعليم) أبعد بالتدريج كل العلوم (الدنيوية) من
معاهد العلم، في ذات الوقت الذي اقتصرت فيه العلوم الشرعية على فكر القرن الخامس على
أكثر تقدير .. ) وبدون أي تغيير، فكان المستوى التعليمي مقيداً بالمختصرات والشروح
والحواشي والتقريرات، مع عدم اهتمام العلماء بعلم الحديث .
وفي
الفصل الثاني : تناول : التعصب المذهبي وآثاره السيئة
على الحياة العلمية في هذين القرنين .
وختم
هذا الباب بالحديث في الفصل الثالث عن رفض إعادة فتح
باب الاجتهاد الذي أغلق منذ القرن الخامس الهجري؛ لعدم الحاجة إليه آنذاك !
!، وقد أشار الكاتب إلى الأسباب التي دعت إلى
إعلان غلق باب الاجتهاد، ونوّه بجهود الإمام الشوكاني
في مقاومة تلك المشكلة، وذَكَر الآثار المترتبة على رفض إعادة فتح باب الاجتهاد، التي كان من أهمها : تجميد حياة الأمة
وتوقفها عن النمو، لأنها محكومة بقوالب لم تعد
تلائمها، ثم خروج هذه الحياة عن هذه القوالب، في الوقت الذي تخرج فيه من ظل الشريعة، فكان استيراد المبادئ
والنظم الأوروبية بديلاً عن مرونة الاجتهاد
الذي أُغلق بابه .
وكان الباب الثالث : نتيجة حتمية للبابين السابقين، حيث
تحدث عن الآثار المترتبة على الانحرافات العقدية
والعلمية في القرنين محل الدراسة، فتحدث بعد التمهيد
في الفصل الأول عن : الآثار الداخلية (تفشي الضعف في الأمة)، فتناول : الضعف السياسي والحربي، الذي كانت ذروته : سقوط
الدولة العثمانية، وتفكك ولاياتها، وما سبق ذلك
من امتيازات أجنبية، وما وقع من ضعف حربي عسكري، كان
سبباً مباشراً في هزائم المسلمين .
وتناول
أيضاً : الضعف الاقتصادي الذي أحاط بالعالم الإسلامي في تلك الفترة، وأسباب حدوثه
.
ثم
أوضح ثالثاً : الضعف العلمي، حيث التخلف في كل المجالات، ومن ذلك : الأمية التي ما
زالت نسبتها مرتفعة جدّاً، ووصل الضعف في هذا المجال إلى حد دراسة الدين واللغة
والتاريخ في جامعات الغرب .
ثم
تحدث أخيراً عن : الضعف الأخلاقي والاجتماعي، وسقوط كثير من القيم الأخلاقية
والاجتماعية، بعد أن تحولت إلى مجرد تقاليد خاوية وعادات جوفاء لا رصيد لها من
الدين .
أما الفصل الثاني، فكان عن :
الآثار الخارجية، واشتمل على ثلاث نقاط :
أولاً : الاستعمار الذي بسط سيطرته
إثر قابلية العالم الإسلامي له؛ نتيجة الانحرافات المشار إليها سابقاً، ولم يكن
رحيله إلا ظاهريّاً في أكثر الأحيان .
ثانياً : الغزو الفكري واستيراد
المبادئ والنظم من الغرب، وقد كان الواقع العقدي المنحرف مدعاة للتغريبيين أن
يقودوا الأمة حيث يريدون، حيث ركزوا على تنحية الشريعة الإسلامية، وفصل الدين عن
الحياة (العلمانية)، وقضية تحرير المرأة، وقضية التطور ونبذ الدين، وقضية القومية
والوطنية ... وقضايا أخرى كثيرة حاولوا استغلالها لتهميش الإسلام والطعن فيه .
ثم
كان المبحث الثالث في هذا الفصل عن : النشاط التنصيري في العالم الإسلامي : حيث
استفحل هذا النشاط، مستغلاً الظروف الاجتماعية السيئة من فقر وجهل ومرض وتخلف ...
ولئن أخفق هذا النشاط في تنصير أحد من المسلمين إلا في النادر إلا إنه نجح في
زعزعة إيمانهم، وخلخلة عقيدتهم، وبث سمومه الفكرية والأخلاقية فيهم، ونزع الثقة من
نفوسهم، حتى تمكن من هزيمة أرواحهم وأسر عقولهم .
وكان
الباب الرابع والأخير عن : الصحوة الإسلامية وآفاق المستقبل، وقسمه إلى فصلين :
تحدث في الأول عن : أثر حركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب
في العالم الإسلامي، وقد اهتم فيه ببيان زيف
ادعاء تأثر بعض الحركات والشخصيات بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (رحمه الله)،
أكثر من اهـتمامه بمن تأثر بدعوته حقيقة، وبيّن أن الأثر الأكبر لدعوة الشيخ كان
في تبوؤ المنهج السلفي مكانة مرموقة في فكر شباب الصحوة الملتزمين بذلك المنهج .
أما
الفصل الثاني فكان عن : الصحوة الإسلامية في العصر الحاضر، فتناول أولاً : العقبات في طريق الصحوة، وأهمها : استمرار
الانحرافات العقدية، وما يقع من تفرق وتشاحن بين الفصائل داخل الصحوة، بالإضافة
إلى تواطؤ أعداء الإسلام من منافقين ومشركين ويهود ونصارى على ضرب الصحوة، وحربها،
والعمل على إجهاضها .
ثم
تناول ثانياً : المبشرات في طريق الصحوة وآفاق
المستقبل، حيث ذكر بعض المبشرات الواقعية : كاتساع القاعدة الجماهيرية، وإفلاس
المذاهب المعادية للدين، ثم تحدث عن آفاق المستقبل في ضوء النصوص الشرعية .
وأخيراً
: أنهى الكاتب بحثه بخاتمة موجزة حوت سبع عشرة خلاصة، هي أهـم النتائج التي توصل
إليها .
وبعد
: فإننا لا نستطيع إلا أن نشيد بهذا الجهد، الذي ندعو الله (عز وجل) أن ينفع به،
وأن يكون ذخراً لكاتبه وكل من أسهم فيه .
وإن
كانت هناك بعض الملاحظات (التكميلية) للرقي بهذا العمل إلى أقصى درجات النفع (من
وجهة نظري الشخصية)، ومن ذلك :
1-
طول البحث وكثرة استطراداته ووفرة شواهده، وهذا إن كان ميزة في أطروحة علمية كما
هو أصل الكتاب إلا أنه كان ينبغي إعادة النظر في ذلك عند نشره كمطبوعة يتم تداولها
بين المخاطبين بالكتاب، وذلك حتى تتسع دائرة المستفيدين منه؛ لكي (لا ينشأ في
الإسلام من لا يعرف الجاهلية)، ولعل الله (عز وجل) ييسر اختصاره أو تهذيبه؛ لتعم
الفائدة منه .
2-
عدم اعتنائه بذكر ودراسة الشخصيات والحركات التي حاولت مقاومة تلك الانحرافات،
مكتفياً بالتنويه بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب فقط، فمع أهمية جهود حركة الشيخ
(رحمه الله)، إلا أنه كان ينبغي عدم إغفال الجهود الأخرى لهؤلاء، حتى لو كان هناك
على بعض هذه الشخصيات والحركات بعض المآخد والملاحظات، فكان لا ينبغي إهمال جهودهم
في تصحيح انحرافات عديدة (شرك القبور العلمانية الولاء والبراء التعصب المذهبي
والجمود الفقهي ... )، ومن هؤلاء على سبيل المثال : الصنعاني الشوكاني القاسمي
مصطفى صبري عبدالحميد بن باديس وجمعية العلماء بالجزائر سيد قطب محمد رشيد رضا
جماعة أنصار السنة المودودي والجماعة الإسلامية بباكستان ...
كما
كان ينبغي دراسة مدى نجاح أو فشل جهودهم، وأسباب ذلك، فمن وجهة نظري : كان ينبغي
إفراد باب لهذه الجهود، وعدم الاكتفاء بذكرها عرضاً كما فعل الباحث، مع الاعتراف
بأن هذه النقطة تبعد قليلاً عن عنوان البحث، ولكنها مهمة .
وفي
هذا الباب : كان سيبدو الفصل الرابع من الباب الأول والفصل الأول من الباب الرابع
في مكانهما الصحيح؛ حيث بدا الفصل الرابع (غربة العقيدة الصحيحة [التي حملتها حركة
الشيخ محمد بن عبدالوهاب ] ومقاومتها (غريباً موضوعيّاً عن فصول الباب الأخرى، كما
بدا الفصل الأول من الباب الرابع (أثر حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في العالم
الإسلامي) غير وافٍ لموضوع الباب (الصحوة الإسلامية وآفاق المستقبل) .
3-
ومما يتعلق بما سبق، فقد كان تناوله لأثر حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب يشوبه بعض
العاطفية وعدم العمق، وكنا ننتظر اتباع الباحث المنهج العلمي الرصين، الذي اتبعه
في بقية الرسالة، خاصة مع حركة بثقل وتأثير حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (رحمه
الله) .
4-
كما كان يحسن بالباحث (تكميلاً لجهوده) بحث طرق ووسائل علاج الانحرافات المذكورة؛
لتكمل إنارة الطريق لشباب الصحوة المباركة .
والرسالة على العموم جهد طيب وعمل مشكور جدير بالاطلاع عليه .. وملاحظاتي
هذه لا تغض من أهمية الرسالة وقيمتها العلمية .
(*) نشر هذا البحث عن طريق دار الرسالة للنشر والتوزيع بمكة
المكرمة .
(( مجلة البيان ـ العدد [104] صــ 28 ربيع الآخر 1417 - سبتمبر 1996 )