• - الموافق2024/11/24م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
التكنولوجيا.. تقمع الثورات

التكنولوجيا.. تقمع الثورات

 

بقلم الدكتور تال بافيل/ متخصص في تكنولوجيا المعلومات

إذاعة صوت إسرائيل

 

كان ربيع العرب من أجمل المواسم بالنسبة لشبكات التواصل الاجتماعية من أمثال "فيسبوك" و"تويتير" التي كان لها دور كبير في حشد التأييد للثورات العربية وفي تنظيمها. ولكن هذه التكنولوجيا هي بمثابة سيف ذي حدين و لا تزال تلعب دوراً أخر أكثر قتامه.

وتوفرت معلومات هذا الشهر أن منظومة من إنتاج الشركة العملاقة "نوكيا سيمنس" مكنت سلطات الأمن في دولة عربية من اعتراض والتنصت للرسائل النصية القصيرة التي أرسلها المشاركون في التظاهرات المناوئة للحكم مما أتاح الفرصة للسلطات لاعتقال العديد من المحتجين الذين تعرض بعضهم بحسب المصادر إلى التعذيب.

ويتم استخدام هذه المنظومات في العديد من دول العالم وفي 12 دولة على الأقل في الشرق الأوسط من بينها مصر,واليمن, وسوريا والبحرين.

وتفيد التقارير بأن هذه المنظومات لها قدرات تتجاوز اعتراض الرسائل النصية فقط فإنها قادرة على تشخيص الأصوات والتنصت إلى برامج مثل "سكايب" وتحديد مكان تواجد مستخدميها كما أنها تتيح للسلطات التدخل في حركة الرسائل النصية وتغييرها .

وأفادت شركة نوكيا المنتجة لهذه المنظومات في تقرير لها قبل أربع سنوات أنها قد نصبتها في 60 دولة.

وليست أحداث ربيع العرب المرة الأولى التي تستخدم فيها السلطات هذه المنظومات لإلقاء القبض على الثوار في منطقة الشرق الأوسط .

وقد قامت أجهزة الأمن الإيرانية باستعمالها عام 2009 خلال موجة الاضطرابات والاحتجاجات التي عمت طهران بعد الانتخابات الرئاسية . وأفيد أن السلطات عرضت على المتظاهرين المعتقلين مضامين الرسائل النصية القصيرة التي أرسلوها .

وقد رفع معارضون إيرانيون دعوى قضائية ضد شركة " نوكيا سيمنس" أمام محكمة أمريكية بسبب مشاركتها في انتهاك حقوق الإنسان في إيران إذ أنها قد باعت النظام في طهران هذه المنظومات وشاركت في تنصيبها (وفي ذلك العام نشرت معلومات تؤكد أن الشركة كانت تنوي بيع الصين منومة كهذه من أجل ما وصف بـ"حماية امن المعلومات")

ودعت أوساط واسعة من المعارضة الإيرانية إلى مقاطعة شركة "نوكيا سيمنس" بسبب ضلوعها في مساعدة النظام على قمع التظاهرات وفتحت المعارضة الإيرانية لهذا الغرض صفحة خاصة على موقع "الفيسبوك" ونشرت عريضة على الانترنت .

ويشار إلى أن المنظومة الإلكترونية من إنتاج " نوكيا سيمنس " ليست الوحيدة التي تستخدمها الدول والأنظمة الدكتاتورية والتي قد تشكل سلاحاً فتاكا بأيديهاً. وكشف تقرير من شهر مارس من العام 2010 أن تسعى من دول المنطقة تستخدم التكنولوجيا الغربية لفرض قيود على الاتصالات والانترنيت داخل حدودها ولمراقبة تحرك المعلومات فيها بما في ذلك برامج خاصة بحجب المواقع ولـ"تنقية مضامينها "


أعلى