• - الموافق2024/11/23م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
الجنرال سوروفيكين  حرق سوريا ويقود الروس في الهجوم على أوكرانيا

من هو الجنرال سيرغي سوروفيكين؟ لماذا سمي بجنرال هيرمجدون؟ ما هو الدور الذي لعبه في حرب سوريا والشيشان من قبل؟ لماذا استعان به بوتين بعد الخسائر العسكرية التي مني بها؟


شهدت الحرب الروسية الأوكرانية هزائم مفاجئة ومتتالية في سبتمبر الماضي للقوات الروسية، حيث تقدمت القوات الأوكرانية وحررت أكثر من 3000 كيلومتر من الأراضي التي سبقت واحتلتها القوات الروسية، ورغم أن روسيا ما زالت تحتل نحو 18% من أراضي أوكرانيا لكن الهزائم والانسحابات الكثيرة المتتالية للقوات الروسية اعتبرت إخفاقًا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وإزالة للصورة التي طالما حاولات الميديا الروسية ترسيخها بأن الجيش الروسي هو جيش عملاق لا يقهر ويتمتع بقوة ساحقة مدمرة لا قبل لأي قوة كبرى بمواجهتها، ثم فوجئ بوتين يوم ميلاده بانفجار كبير (8 أكتوبر) وتسبب هذا الانفجار بدمار جزئي بجسر القرم.

 

 شارك سيرغي سوروفيكين كقائد فرقة عسكرية روسية في الحرب ضد المعارضة الطاجيكية الديمقراطية المتحالفة مع المعارضة الطاجيكية الإسلامية وتم دحر الديمقراطيين والإسلاميين بقسوة شديدة، حيث بلغ تقدير قتلى الحرب ما بين 50 ألفًا إلى 100 ألف شخص

وجسر القرم يربط بين البر الروسي وشبه جزيرة القرم مرورًا بمضيق كيرتش ويشكل شريانًا رئيسيًا للإمدادات إلى شبه جزيرة القرم والقوات الروسية في جنوب أوكرانيا، واعتبر منذ إنشائه أنه أيقونة روسية مرتبطة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصيًا وقد افتتحه وهو يقود شاحنة بنفسه منطلقًا من روسيا إلى شبه جزيرة القرم بعدما أعلن ضمها نهائيًا لجمهورية روسيا الاتحادية، وقد تكلف إنشاؤه أكثر من 4 مليار دولار أمريكي وافتتح عام 2018 كجسر بري للسيارات بينما افتتح مسار السكك الحديدية في 2019.

بعد التدمير الجزئي للجسر بساعات قليلة أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قرار روسيا بتعيين الجنرال سيرغي سوروفيكين كقائد للقوات الروسية في أوكرانيا.

 فمن هو الجنرال سيرغي سوروفيكين؟

ولد سيرغي سوروفيكين في مدينة "نوفوسيبيرسك "الروسية عام 1966 وتخرج من مدرسة "أومسك العليا المشتركة لقيادة الأسلحة" في 1987.

وعندما كان برتبة نقيب شارك سيرغي سوروفيكين في الانقلاب العسكري الفاشل (أغسطس 1991) ضد رئيس الاتحاد السوفيتي ميخائيل غورباتشوف، وكان هدف الانقلاب منع الإصلاحات التي حاول غورباتشوف إقرارها في الاتحاد السوفيتي السابق، وقاد الانقلاب جنرالات الجيش والشرطة والاستخبارات المتعصبين للماركسية الذين كانوا يرفضون أي تعديل أو تحول عنها.

وأثناء الانقلاب اندلعت مظاهرات شعبية كبيرة معارضة للانقلاب، وحينها شقت فرقة سيرغي سوروفيكين طريقها عنوة وسط المظاهرات المعترضة على الانقلاب ودهست المدرعات ثلاثة أشخاص فقتلتهم.

بعد فشل الانقلاب تم احتجاز سيرغي سوروفيكين 7 شهور للتحقيق بسبب قتل المدنيين لكنه سرعان ما تم تبرئته وخرج من السجن وعاد لعمله بالجيش بدعوى أنه  كان ينفذ الأوامر الصادرة له ولا قصد شخصي له من قتل المدنيين.

وفي 1995 اتهم سيرغي سوروفيكين بسرقة أسلحة وبيعها بالمخالفة للقانون الروسي وحاكمته محكمة عسكرية في موسكو وحكمت عليه بالسجن لمدة عام مع وقف التنفيذ لكن تاليًا تم محو التهمة من سجله بالكلية وكأنها لم تكن.

وفي فترة الأهلية في طاجيستان (1992-1997) شارك سيرغي سوروفيكين كقائد فرقة عسكرية روسية في الحرب ضد المعارضة الطاجيكية الديمقراطية المتحالفة مع المعارضة الطاجيكية الإسلامية وتم دحر الديمقراطيين والإسلاميين بقسوة شديدة، حيث بلغ تقدير قتلى الحرب ما بين 50 ألفًا إلى 100 ألف شخص.

واشتهر سيرغي سوروفيكين بالقسوة ففي عام 2004 انتحر "مقدم" يعمل معه بسبب تلقيه التوبيخ الشديد من سوروفيكين نفسه، ومنذ هذه الواقعة لقبه زملاؤه بلقب "جنرال هرمجدون" أو "جنرال يوم القيامة".

 

في 2020 قال تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية المعروفة إن سيرغي سوروفيكين واحد من المسئولين عن الانتهاكات في سوريا وخاصة المجازر في إدلب

وقد شارك سيرغي سوروفيكين كقائد لفرقة عسكرية عام 2004 في الحرب الشيشانية الثانية التي خاضتها روسيا ضد دعاة الاستقلال ونفذت حرب الأرض المحروقة ضد الشيشان، فدمرتها بالكامل وقتلت عشرات الآلاف من الشيشانيين عبر القصف الجوي ثم البري بطرق وحشية منقطعة النظير.

وفي عام 2015 أرسل الرئيس الروسي فلادمير بوتين قواته لسحق الثورة السورية وإنقاذ الرئيس السوري بشار الاسد من غضبة الشعب السوري، وقد شارك سيرغي سوروفيكين في القوات الروسية في سوريا، وأصبح سيرغي سوروفيكين قائدًا للقوات الروسية في سوريا بفترتين، فكانت الفترة الأولى ما بين مارس 2017 وحتى ديسمبر 2017، بينما جاءت فترة قيادته الثانية للقوات الروسية في سوريا ما بين يناير وأبريل 2019.

وشهدت فترة قيادته الأولى الهجوم بالسلاح الكيميائي بسوريا في أبريل 2017 على "خان شيخون" التي كانت تسيطر عليها المعارضة السورية، ونتج عن هذا الهجوم الكيميائي على "خان شيخون" مقتل 91 مدنيًا بينهم 32 طفلاً و23 سيدة فضلاً عن إصابة أكثر من 520 سوريًا وسورية آخرين.

 

ورغم ذلك كله فإن ارتكاب سيرغي سوروفيكين جرائم الحرب في إدلب دفعت الرئيس الروسي فلادمير بوتين ليمنحه أرفع وسام روسي وهو "بطل الاتحاد الروسي" وذلك في عام 2017.

وشمل الهجوم الروسي الجوي على خان شيخون قصف مركز طبي ومقر للدفاع المدني السوري في الوقت الذي كان المركزان يقدمان فيه الإسعاف لمصابي الهجوم الكيميائي، ومعروف أن القانون الدولي يعتبر الهجوم على المدنيين والمراكز الطبية هو جرائم حرب صريحة وواضحة.

وفي 2020 قال تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية المعروفة إن سيرغي سوروفيكين واحد من المسئولين عن الانتهاكات في سوريا وخاصة المجازر في إدلب.

واتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" سيرغي سوروفيكين بشن عشرات الضربات الجوية والبرية على المدارس والمستشفيات والأسواق الشعبيّة المكتظة بالمدنيين في الفترة من أبريل 2019 إلى مارس 2020.

ورغم ذلك كله فإن ارتكاب سيرغي سوروفيكين جرائم الحرب في إدلب دفعت الرئيس الروسي فلادمير بوتين ليمنحه أرفع وسام روسي وهو "بطل الاتحاد الروسي" وذلك في عام 2017.

 وقال تقرير حقوقي سوري: إن قوات روسيا في سوريا قتلت أكثر من 8700 مدني عبر 241 مجزرة بقيادة سيرغي سوروفيكين.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية في وصف سيرغي سوروفيكين: في أكثر من ثلاثين عامًا كانت مهمات سوروفيكين مليئة بالفساد والوحشية.

وتم وضع سيرغي سوروفيكين على قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي بسبب جرائم الحرب التي ارتكبها، كما ورد اسمه في قوائم مجرمي الحرب التي أعلنتها منظمة "هيومن رايتس ووتش" منذ أكتوبر 2020.

ولطالما اتهم السوريون سيرغي سوروفيكين بالمسئولية عن الهجمات الجوية التي دمرت كل من محافظة حلب ومدينة دير الزور وحمص وريف دمشق ومدينة درعا.

ومع بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا تولي الجنرال سيرغي سوروفيكين منصب قائد القطاع الجنوبي للقوات الروسية في أوكرانيا، إلى أن تم ترقيته إلى منصب القائد العام لكل القوات الروسية الغازية في أوكرانيا في أكتوبر الجاري إثر تفجير جسر القرم وتعطيله جزئيًا عن العمل خاصة في مسار السكك الحديدية.

وبعد أقل من 48 ساعة من تعيين الجنرال سيرغي سوروفيكين كقائد للحرب في أوكرانيا بدأ سوروفيكين بتنفيذ أسلوبه الذي اعتاده من استهداف وقتل المدنيين عبر القصف بالهجمات الجوية والهجمات الصاروخية ضد الأهداف المدنية، فقد شن نحو 148 هجمة ما بين جوية أو صاروخية على المدن والبنية المدنية في جميع أنحاء أوكرانيا.

 

أعلى