• - الموافق2024/11/23م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم

مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم






إلى أين يا قلبي تطير وتخفقُ   وتلقى من الأيام ما لا يصدقُ ؟ !

تسافر في الدنيا ! تجوب دروبها   وتغضي من الآلام دوماً وتطرق

ظليل المآسي ! حيث تحني جناحها   تروح على عين الرواح وتشرق

غريب على طينٍ من الأرض لازبٍ   وإن كان فيه ما يمور ويبرق

وحرّ ، وإن كانت قيود رفاته   لها لونها ! تلوي عليه وتطبق ! !

إلى أين ؟ والأهوال في كل بقعة   تفتّح آلاماً عليك وتغلق ؟ !

تهادت على فيح من الأرض لافح   فضاءاته من وقدة الفيح تحرق

تعمق جرح الجرح ! تجتاح صوته    وإن كان هذا الجرح في القلب أعمق

صريخ الحشايا لا سبيل لوأده   وإن هدّه موت ، وحياه ضيق

وهاجت به صُمّ الرواسي ، وقبلها   طروق الليالي في حشاياه تَطْرق ! !

إلى طيبة الأطياب يمّمت ناظراً   وفي النفس أشواق من الشوق تعبق !

وفي الروح ما يغني الزمان عن الهنا   وفيها من الأسرار ما لا يمنطق !

تفتحت الأزهار في كل روضة   وهذي الطيور الغانيات تحلق !

مروج من الإيمان ينداح عذقها   وفيض من الإيمان أصل منمّق

وطهر مصفى كالشذى في زهوره   وكالفجر من كل الرياحين يعبق !

* * *

« مدينةَ خير الخلق » شمسُك أشعل     ترفات البرايا ! فالفضاءات تشرق !

وذاقت بك الأرواح طعم حياتها   وراح المدى من كل فج يُصْفق

ويورد إنساناً ! ويصدر غيره   فيسمو على طول الزمانِ التأنقُ

ومصدر إلهام ، وناموس رفعةٍ   ومغنى ! على مغنى الرشاد وأرفق

هدية هاديها ، وموئل عزها   ومأرز من لله بالله أوثق !

* * *

« مدينةَ خير الخلق » حيّاك منشد      له نسب في ساكنيك معتق !

أتى يّنْشِد التاريخَ قولا مزخرفا   وينفث في أجوائه ما يورّق !

أتى يَنْشُد الإيمان من أصل أصله   ويصغي إلى هدي الحبيب ويطرق !

أتى يطلب العز التليد ويرتوي   على غابر الدنيا يجود وينفق !

يطوف على خير الديار ، يذيعها   تباشير مشتاق إلى الشوق أشوق !

* * *

« مدينةَ خير الخلق » ما زال في المدى    « قُبَاء » ! وَما زالَ الضِياءُ يُحَلِّقُ !

وَمَا زالتْ القَصْواءُ تَتْبعُ سَيْرَها   تخبّ إلى ذاك المكان وتشفق

تحيّي من الأعماق كل يمامة   تغنى بها من شدة الحسن منطق

وتهدي بنظْرات الحبيب حبيبها   له في يديها فضل خير يطوّق

ولكنها الأيام تجمع شملها    وتبقى الليالي في النواحي تفرق !

* * *

« مدينةَ خير الخلق » بين جوانحي      فؤاد إلى رؤياك ما زال يخفق !

وما زال في روض من الحب طافح   إلى موطن من فاره النور يشرق

تغنّي به الآمال نحو حضارة   أساريرها من ربقة الرق تعتق

لك البشر في الدنيا وفي خافق المدى   وفي كل ممدودٍ من الأرض يشرق

شَرُفْتِ بخير الخلق حياً وميتاً   فشرّفك المولى العظيم المصدّق ! !

 

 

 

أعلى