• - الموافق2024/11/05م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
الابتغاء من فضل الله

الابتغاء من فضل الله

إن التجارة وطلب الرزق من الأمور المشروعة في الإسلام ؛ فالأصل فيها الإباحة ؛ بل قد تكون مستحبة بحسب المقصد منها . والمال من الضروريات التي لا تستقيم مصالح الدنيا إلا به ، وهو قوام حياة البشر ومعاشهم . يقول ابن حجر : « إن الله جعل المال قياماً لمصالح العباد ؛ وفي تبذيرها تفويت تلك المصالح » [1] ، ولا يمكن تحصيل المال إلا عن طريق التكسب والمضاربة والإجارة وغيرها من الوسائل المباحة شرعاً .

والناظر لعامة المسلمين اليوم يجدهم بين أمرين : مغرق فيها ، وشغله الشاغل جمعها والسعي في تحصيلها ، ولا نصيب له من هموم الإسلام والمسلمين . وآخر محجم عنها محذر منها يرى من امتهنها أنه ناقصٌ عديم النفع قليل البركة . ويمكن بحث هذا الموضوع من خلال ما ورد من نصوص الكتاب والسنة وما أثر عن سلف هذه الأمة . وقد قسمت هذا الموضوع كما يلي :

أولاً : المقدمة وتشمل ما يلي :

 أ - أهمية الموضوع :

1- المال عصب الحياة كما قال تعالى : {وَلاَ تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً } ( النساء : 5 )  أي : « تقوم بها معايشكم » [2] ، والحاجة للمال ماسة في حق الفرد والجماعة ، وبيان حاجة الفرد للمال : أن حفظ حياته متوقف على الأكل والشرب ، وكذلك الملابس الواقية من الحر والقر ، وكل هذه الأشياء تتطلب مالاً ، وهذا ما يكون أكثر وضوحاً في البلاد الفقيرة التي شح فيها المال بأيدي الناس .

وأما في حق الجماعة فالحاجة إليه من وجوه :

- أن الأمة هي مجموعة من الأفراد ؛ فإذا دخل النقص على كل فرد دخل على الأمة جميعاً .

- أن الأمة مطالبة بمجموعها بالدفاع عن دين الله والجهاد في سبيل الله ، ولا بد لذلك من عدة ، ولا يكون ذلك إلا بالمال كما قال تعالى : { وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ } ( الأنفال : 60 ).

ج - أن وجود المال في يد الأمة يغنيها عن أعدائها ؛ وهذا واقع لا يحتاج إلى دليل [3] .

2 -أن من يمارس التجارة تجده مغرقاً فيها مفرطاً في الواجبات المنوطة به .

3 - ظن بعض الذين لا يمارسون التجارة أن من امتهنها رقيق الديانة ، عديم الفائدة .

4 - حاجة كثير من الذين يمارسون التجارة للضوابط الشرعية أثناء مزاولة التجارة .

ب - تعريف التجارة :

التجارة : من تجر يتجر تجراً : إذا باع وشرى ، وكذلك اتجر وهو افتعل ، وفي الحديث : « من يتجر على هذا فيصلي معه ؟ » ، قال ابن الأثير : « هكذا يرويه بعضهم ، وهو يفتعل من التجارة ؛ لأنه يشتري بعمله الثواب » [4] .

وعرفها الجرجاني بقوله : « هي عبارة عن شراء شيء ليبيع بالربح » [5] .

وعرفها بعضهم بقوله : « هي الاسترباح بالبيع والشراء » [6] .

ثانياً : التجارة في نظر الشرع :

قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ } ( البقرة: 267) .

وقال : { رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ } ( النور : 37 ) ،فمدح الله إقامتهم لذكر الله في وقت التجارة . وقال : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا البَيْعَ } ( الجمعة : 9 ) . فأمرهم بترك البيع في وقت محدود ، وهو يوم الجمعة ؛ مما يدل على جوازها في غير ذلك .

ثم قال : { فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ } ) الجمعة:10 (، أي : من التجارة ونحوها [7] . وقال : {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ } ( الملك : 15 ) .

وقال : { وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ } ( المزمل : 20 ). قال ابن كثير : « يبتغون من فضل الله في المكاسب والمتاجر » [8] .

وقال السيوطي : « هذه الآية أصل في التجارة » [9] .

 وقد قدم الله عز وجل هنا التجارة على الجهاد الذي هو سنام الدين ؛ فتأمل ذلك ! بل قدَّم الله في آية الجهادِ الجهادَ بالمال على الجهاد بالنفس : { وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } ( الصف : 1 ) .

وقال : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ } ( النساء : 29 ) .

وقال : { إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ } ( البقرة : 282 ) .

وقال تعالى : { وَأَحَلَّ اللَّهُ البَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا } ( البقرة : 275 ) .

وكان الأنبياء عليهم السلام يؤجِّرون أنفسهم عند الحاجة ، وقد أُمرنا بالتمسك بهديهم .

قال تعالى : { فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ } ( الأنعام : 90 ) وقد قص الله علينا نبأ موسى عليه السلام مع شيخ مدين حينما قال له : { قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ } ( القصص : 27 ) . فمكث موسى عليه السلام عشر سنوات ؛ لكي يعف فرجه ويشبع بطنه ، وقال تعالى : { وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى * قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى } ( طه : 17-18 ) .

وقال في قصة داود عليه السلام : { وَأَلَنَّا لَهُ الحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا } ( سبأ : 10-11 ) ؛ حيث كان عليه الصلاة والسلام يصنع الدروع ، فاحترف مهنة الحدادة التي يمتهنها بعض الناس اليوم .

وكان صلى الله عليه وسلم يقول : « ما بعث الله نبياً إلا ورعى الغنم ؛ كنت أرعى الغنم ، وكنت أرعاها على قراريط لأهل مكة » [10] .

وخرج النبي صلى الله عليه وسلم في بدء أمره يريد الشام للتجارة [11] .

وقال صلى الله عليه وسلم : « إن هذا المال خضرة حلوة ؛ فمن أخذه بحقه ووضعه في حقه فنعم المعونة » [12] . وقال صلى الله عليه وسلم : « نِعْمَ المال الصالح للرجل الصالح » [13] .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « إن داود النبي عليه السلام كان لا يأكل إلا من عمل يده » [14] ، وأخرج مسلم بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إن زكريا عليه السلام كان نجاراً » [15] .

وقال ابن عباس رضي الله عنهما : « كان آدم عليه السلام حراثاً ، و نوح نجاراً ، و إدريس خياطاً ، و إبراهيم و لوط زارعين ، و صالح تاجراً ، وداود زراداً [16] ، وموسى و شعيب و محمد صلوات الله عليهم وسلم رعاة » [17] .

وكان سلف الأمة يرون أن طلب الرزق وكسب المال خير من القعود ؛ فعن أنس رضي الله عنه قال : « قدم عبد الرحمن بن عوف المدينة فآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري ، وكان سعد ذا غنى ، فقال لعبد الرحمن بن عوف : أقاسمك مالي نصفين وأزوجك . قال : بارك الله لك في أهلك ومالك . دلوني على السوق ؛ فما رجع حتى استفضل إقطاً وسمناً » [18] .

وأورد البخاري هذا الحديث في كتاب البيوع ؛ والغرض من إيراده لهذا الحديث ليدل على اشتغال بعض الصحابة بالتجارة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وتقريره ذلك [19] .

 وجاء عن أبي المنهال أنه قال : « سألت البراء بن عازب و زيد بن أرقم عن الصرف ، فقالا : كنا تاجرين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصرف ، فقال : إن كان يداً بيد فلا بأس ، وإن كان نسيئاً فلا يصح » [20] .

وما جاء عن عروة بن الجعد الأزدي البارقي ، وهو « أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه ديناراً يشتري له به شاة ، فاشترى له به شاتين ، فباع إحداهما بدينار ، وجاءه بدينار وشاة ، فدعا له بالبركة في بيعه ، وكان لو اشترى التراب لربح فيه » [21] .

وجاء في البخاري في كتاب البيوع عن عائشة رضي الله عنها قالت : « كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عمال أنفسهم » [22] ، وكانوا يتجرون في البر والبحر ويعملون في نخيلهم [23] ، ولم يؤثر عن واحد منهم أنه ترك العمل والتكسب وجلس في بيته ، بل ورد عنهم ذم ذلك . قال عمر رضي الله عنه : « لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق ويقول : اللهم ارزقني ؛ فقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة » [24] .       وكذلك من جاء بعدهم من السلف اقتفوا أثرهم في الحث على التكسب بالطرق المشروعة . قال سعيد بن المسيب : « لا خير فيمن لا يجمع المال فيكف به وجهه، ويؤدي به أمانته ، ويصل به رحمه » ، وحكي أنه لما مات ترك دنانير فقال : « اللهم إنك تعلم أني لم أتركها إلا لأصون بها ديني وحسبي » [25] .

وسئل إبراهيم النخعي عن الرجل يترك التجارة ويُقبل على الصلاة أيهما أفضل ؟

قال : « التاجر الأمين » [26] .

وقال رجل للإمام أحمد : إني في كفاية ، فقال : « الزم السوق ؛ تصل به الرحم ، وتعود به نفسك » [27] .

وقال ابن حزم : « وأجمعوا أن اكتساب المرء من الوجوه المباحة مباح »[28] .

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : « كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقاً في الجاهلية فتأثموا أن يتجروا في المواسم فنزلت : { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ } ( البقرة : 198 ) في مواسم الحج » [29] .

وبعد هذا العرض يتبين أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والصحابة رضي الله عنهم على جلالة قدرهم وعظيم منزلتهم وحرصهم على ما يرضي ربهم كانوا يمارسون التجارة بقصد التعفف عن الناس .

ثالثاً : الغاية من التجارة :

الغاية منها هو تحصيل المال ، وللمال فوائد دينية ودنيوية ، أما الفوائد الدنيوية : فالخلق يعرفونها ؛ ولذلك تهالك الناس في طلبها والسعي في تحصيلها .

وأما الدينية فتنحصر في ثلاثة أنواع :

1 - أن ينفقه على نفسه ، إما في عبادة كالحج والعمرة والصدقة ونصرة المسلمين ، وإما يستعين به على العبادة كالمطعم والملبس والمسكن وغيرها من ضرورات المعيشة ؛ فإن هذه الحاجات إذا لم تتيسر لم يتفرغ القلب للدين والعبادة .

2 - ما يصرفه إلى الناس ، وهو أقسام :

أ - الصدقة : وفضائلها كثيرة مشهورة .

ب - المروءة : كضيافة الإخوان والأصدقاء .

ج - ما يعطيه أجرة على الاستخدام : فالأعمال التي يحتاج إليها الإنسان كثيرة ؛ فلو تولاها بنفسه لضاعت أوقاته .

3 - ما يصرفه في وجوه البر : كبناء المساجد ودعم الهيئات الدعوية والإغاثية وغيرها من وجوه البر [30] .

رابعاً : من فوائد التجارة :

1 - الاستغناء عن الناس : فقد جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « استغن عن الناس ولو بشوص السواك » [31] .

2 - أنها سبب في إقامة ألوان من العبودية لله عز وجل : فمن يمتلك المال يستطيع أن يضيف إلى نفسه أجوراً مضاعفة ، كالأوقاف ، والدعوة إلى الله ، والصدقات ، ونصرة المستضعفين ، وتفطير الصائمين ، وغيرها من ألوان العبودية ؛ فلهذا قال صلى الله عليه وسلم : « ذهب أهل الدثور بالأجور » ، وفي رواية : « بالدرجات العلى والنعيم المقيم » [32] . وهم أصحاب الأموال ؛ فقد أضافوا لأنفسهم نوعاً من العبادة وهو الصدقة ، ولم يستطع غيرهم أن يفعله ؛ وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .

3 - أنها تقوي التوكل على الله : فالتجارة نوع من المخاطرة ؛ فقد يكسب الإنسان وقد تركبه الديون ؛ فلذلك تجد قلبه متعلقاً بالله محتاجاً إليه .

 4 - أنها تنمي الإبداع والتفكير : ويظهر ذلك في كون التاجر يسعى جاهداً في تطوير تجارته والإبداع فيها لينجح في تجارته ويحقق ما يريد .

 5 - أنها تحقق الأمن الاقتصادي للأمة الإسلامية : فالأمة التي لا تملك اقتصادها لا تملك قرارها ؛ فالذي يملك التجارة والمال يؤثر في الناس ، وهذا ما حصل مع ثمامة بن أثال عندما أسلم قال لقريش : « والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي صلى الله عليه وسلم » [33] .

خامساً : ما يجب على التاجر :

1 - ألا تلهيه عن طاعة الله : فإن هناك واجبات عينية وكفائية لا بد من مراعاتها وعدم الإخلال بشيء منها

على حساب ما يقوم به من عمل تجاري ، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك فقال : « تعس عبد الدينار والدرهم » [34] .

وقال الله جل وعلا : { فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّّهَ كَثِيراً } ( الجمعة : 10 ) .

يقول الشيخ السعدي : « ولما كان الاشتغال بالتجارة مظنة الغفلة عن ذكر الله أمر الله بالإكثار من ذكره ، لينجبر بهذا فقال : {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا } » [35] .

ويقول الشيخ عبد الرحمن الدوسري : « إن الاشتغال بالتجارة إذا أحدث نقصاً في الطاعة لم يكن مباحاً ، بل يكره أو يحرم ، على حسب ما يحصل على الطاعة من خلل ؛ فمن شغلته التجارة عن تحية المسجد ، أو عن فضيلة إدراك تكبيرة الإحرام في الصلاة ، كانت مكروهة ، ومن شغلته عن صلاة الجماعة أو عن أدائها أول الوقت كانت محرمة عند ضيق الوقت ، وكذلك من شغلته عن فعل واجب ولو مع أهله كان انهماكه المشغل عن ذلك حراماً » [36] .

وجاء عند البخاري في كتاب البيوع : ( باب التجارة في البز : قال قتادة في تفسير قوله تعالى : { رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ } ( النور : 37) « كان القوم يتبايعون ويتاجرون ولكنهم إذا نابهم حق من حقوق الله لم تلههم تجارة ولا بيع عن ذكر الله حتى يؤدوه إلى الله » ) [37] .

 2 - أن يؤدي الحقوق الشرعية في تجارته : وذلك كزكاة عروض التجارة .

3 - أن يتجنب التجارة بالحرام ويتحرى الرزق الحلال : فيتحرى الحلال ، ويجتنب الحرام ، ويتورع عن المشتبه ؛ فقد جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء ما أخذ من حلال أم حرام » [38] .

وقال صلى الله عليه وسلم : « إن روح القدس نفث في رُوعي أن نفساً لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها ؛ فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله ؛ فإن الله لا يُنال ما عنده إلا بطاعته » [39] .

يقول الشاعر :

قليل المال تصلحه فيبقى

                         ولا يبقى الكثير مع الفساد 

4 - ألا يكون همه الشاغل : فيجعل من عمله هذا وسيلة للتقوى على طاعة الله ؛ فالهم هم الآخرة ، فيجعل الآخرة في قلبه والدنيا في يده ، وأما من أصبح وهمه الدنيا ، فهذا الذي لا تحمد عقباه ؛ وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك فقال : « من أصبح والدنيا أكبر همه فرق الله عليه صنيعته ، وجعل فقره بين عينيه ، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له ، ومن أصبح والآخرة أكبر همه ، جمع الله عليه صنيعته ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة » [40] .

وقال صلى الله عليه وسلم : « من جعل الهموم هماً واحداً يعني آخرته كفاه الله ما أهمه من أمر دنياه ، ومن شغلته هموم أحوال الدنيا لم يبالِ الله تعالى في أي أودية النار أهلكه ، وأي أودية النار عذبه » [41] .

وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما له حمار فباعه ، فقيل له : لو أمسكته! فقال : « لقد كان لنا موافقاً ؛ ولكنه أذهب بشعبة من قلبي ، فكرهت أن أشغل قلبي بشيء » [42] .

5 - أن يتعلم أحكام البيع والشراء : فيعرف الحلال والحرام ؛ فلا يبيع للناس المحرمات ، ولا يغشهم ، ولا يخدعهم ، ولا يروِّج سلعته بالكذب واليمين الغموس .

وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : « لا يبيع في سوقنا إلا من قد تفقه في الدين » [43] .

يقول العلامة أحمد شاكر : « حتى يعرف ما يأخذ وما يدع ، وحتى يعرف الحلال والحرام ، ولا يفسد على الناس بيعهم وشراءهم بالأباطيل والأكاذيب ، وحتى لا يدخل الربا عليهم من أبواب قد لا يعرفها المشتري ، وبالجملة : لتكون التجارة تجارة إسلامية صحيحة خالصة ، يطمئن إليها المسلم وغير المسلم ، لا غش فيها ولا خداع » [44] .

ومن هنا كان لزاماً على من يبيع ويشتري أن يتعلم أحكام البيع والشراء والمعاملات ، وغيرها مما يحتاجه في تجارته .

6 - النصح للمشتري : لحديث : « فإن صَدَقَا وبيَّنا بورك لهما في بيعهما ، وإن كَتَمَا وكذبا مُحقت بركة بيعهما » [45] .

7 - أن يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر : فالتاجر أثناء تجارته قد يرى من المنكرات التي لا ترضي الله ، فواجب عليه إنكارها وعدم السكوت عنها ، كما قال صلى الله عليه وسلم : « من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ؛ فإن لم يستطع فبلسانه ؛ فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان » [46] .

سادساً : قواعد عامة :

 أولاً : أن يتحلى بالأخلاق الإسلامية في بيعه وشرائه : وذلك كالمسامحة ؛ فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع ، وإذا اشترى ، وإذا اقتضى » [47] ، ومراقبة الله في السر والعلن ، والصدق في الكلام ، والأمانة في المال ، وغيرها من الأخلاق التي حث الشرع عليها .

ثانياً : أن يقنع بما رزقه الله : فالقناعة كنز عظيم [48] ، وقد علق النبي صلى الله عليه وسلم الفلاح لمن رُزق كفافاً وقناعة بما عنده ، فقال صلى الله عليه وسلم : « قد أفلح من أسلم وكان رزقه كفافاً وقنعه الله بما آتاه » [49] . وقال صلى الله عليه وسلم : « ليس الغنى عن كثرة العرض لكن الغنى غنى النفس » [50] .

وقال أبو حازم : « ثلاث من كن فيه كمل عقله : من عرف نفسه ، وحفظ لسانه ، وقنع بما رزقه الله عز وجل » [51] .

 وقد قال بعض أهل العلم في قوله عز وجل : { فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً } ) النحل : 97) ، قال : « إن الحياة الطيبة المراد بها القناعة » [52] .

وقال سعد بن أبي وقاص لابنه عمر : « يا بني ! إذا طلبت الغنى فاطلبه بالقناعة ؛ فإن لم يكن لديك قناعة فليس يغنيك مال » [53] .

 ثالثاً : أن يعلم أنه لن يأتيه من الدنيا إلا ما كتب له .

فمهما جد واجتهد ، وبذل الغالي والنفيس ، فلن يأتيه من الدنيا إلا ما قد كتب له . قال تعالى : { نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ } ( الزخرف : 32 ) . فتوقن بأن المقدر لك يأتيك ، وإن لم يقدر فلا يأتي ؛ فمن أيقن بذلك أورث الله عز وجل قلبه خصلتين :

1 - أن يأمن قلبه من أن يفوته ما قدر له .

2 - أن ييأس من أن ينال ما لم يقدر له .

فمن فعل ذلك قلَّ همه وغمه ، وخضوعه للخلق ، والمداراة لهم ؛ لأن ينال بهم منفعة ؛ فهذا الغنى بالله عز وجل [54] .

وليس رزق الفتى من حسن حيلته

                                     لكن جدود بأرزاق وأقسام

كالصيد يُحرمَه الرامي المجيد وقد

                                    يرمي فيرزقه من ليس بالرامي 

رابعاً : أن يكون زاهداً : فليس الزهد هو كثرة المال ولا قلته ، وإنما ألا يكون المال في قلبك ولو كان في يدك ، وقد ثبت عن جمع من السلف أن الزهد هو قصر الأمل .

وقال بعضهم : « إنما الزهد هو أن يترك الدنيا للعلم بحقارتها بالنسبة إلى نفاسة الآخرة » [55] . يقول شيخ الإسلام : « هو ترك الرغبة فيما لا ينفع في الدار الآخرة وهو فضول المباح التي لا يستعان بها على طاعة الله » [56] . وقد قال رجل لسفيان بن عيينة : يكون الرجل زاهداً وعنده مائة دنيار ؟ قال : نعم . قال : وكيف ذلك ؟ ! قال : إن نقصت لم يغتم ، وإن زادت لم يفرح ، ولا يكره الموت لفراقها [57] .

ويقول أحد أئمة السلف : « في الدنيا طغيانان : طغيان العلم ، وطغيان المال، والذي ينجيك من طغيان العلم العبادة ، والذي ينجيك من طغيان المال الزهد فيه »[58] .

خامساً : الحذر من فتنة المال : فلا بد من النظر بعين التوازن . يقول حذيفة رضي الله عنه : « ليس خياركم من ترك الدنيا للآخرة ، ولا من ترك الآخرة للدنيا ؛ ولكن خياركم من أخذ من كل » [59] .

فقد يبدأ الإنسان في مزاولة التجارة وقصده التحرر من قيود الوظيفة ، وادعاء أن المال الصالح للرجل الصالح ، ثم يغرق في دنياه ، ولا يكون له نصيب من الدعوة إلى الله . وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك كما جاء في حديث كعب بن مالك الأنصاري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما ذئبان جائعان أُرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه » [60] .

سابعاً : التجارة مع الله :

وأخيراً : ألا ينسى الإنسان التجارة مع الله ؛ فهي التجارة المضمونة الربح التي لن تبور ، ولن تكسد وتفسد ، بل تجارة هي أجلُّ التجارات ، وأعلاها وأفضلها ، ألا وهي رضا الله [61] . قال الله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِراًّ وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ } ( فاطر : 29 ). وقال : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } ) الصف:10) .

ثم ذكر نوع هذه التجارة في الآية التي بعدها : { تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } ( الصف  (11 : .

فمن التجارة التي مع الله وهي من أسباب حصول الرزق :

1 - تقوى الله : فإن تقوى الله سبب من أسباب جلب الرزق . قال تعالى : { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ } ( الطلاق : 2-3 ) . قال : { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } ( الأعراف : 96 ) .

قال بعض السلف : « إن العبد ليُحرَم الرزق بالذنب يصيبه » . ويقول ابن عباس رضي الله عنهما : « إن للحسنة ضياء في الوجه ، ونوراً في القلب ، وسعة في الرزق ، وقوة في البدن ، ومحبة في قلوب الخلق . وإن للسيئة سواداً في الوجه، وظلمة في القلب ، ووهناً في البدن ، ونقصاً في الرزق ، وبغضة في قلوب الخلق» .

2 - الاستغفار : قال تعالى عن نوح عليه السلام : { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ  أَنْهَاراً } ( نوح : 10-12 ) .

وروي : « مَنْ أكثر َمن الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً ، ورزقه من حيث لا يحتسب » [62] .

3 - صلة الرحم : عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « من سره أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره فليصل رحمه »[63] .

وعن عمرو بن سهل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « صلة القرابة مثراة في المال محبة في الأهل منسأة في الأجل » [64] .

وقال أبو الليث : « وفي صلة الرحم خصال محمودة :

أولها: رضا الله ؛ لأنه أمر بتقواه ، وصلة الرحم فقال : { وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ } ( النساء : 1 ).

الثاني : إدخال السرور عليهم ؛ وأفضل الأعمال إدخال السرور على المؤمن .

الثالث : فرح الملائكة ، وحسن الثناء من المسلمين ، وزيادة في العمر وبركة في الرزق » [65] .

4 - المتابعة بين الحج والعمرة : عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « تابعوا بين الحج والعمرة ؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة » [66] .

5 - حُسن الخُلُق : عن عائشة رضي الله عنها قالت : « إن حسن الخلق وحسن الجوار وصلة الرحم تعمر الدار ، وتزيد في الأعمار » [67] .

ويقول يحيى بن معاذ : « في سعة الأخلاق كنوز الأرزاق » [68] .

6 - الدعاء : فإن الدعاء بذاته عبادة كما قال صلى الله عليه وسلم : « الدعاء هو العبادة » [69] ، وهو كذلك سبب في تحصيل ما عند الله من أرزاق ؛ فقد أرشدنا صلى الله عليه وسلم إلى سؤال الله عز وجل كما في الحديث : « اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى » ، وروت أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بعد صلاة الفجر ويقول : « اللهم إني أسألك رزقاً طيباً ، وعلماً نافعاً ، وعملاً متقبلاً » [70] .

7 - الزواج : قال الله تعالى : { وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ } ( النور : 32 ) .

8 - التوكل على الله : عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لو أنكم كنتم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما تُرزَق الطير تغدو خماصاً ، وتروح بطاناً » [71] .

قال أبو حاتم الرازي : « هذا الحديث أصل في التوكل وإنه من أعظم الأسباب التي يستجلب بها الرزق » [72] .

وختاماً : نسأل الله أن يرزقنا الهدى والتقى والعفاف والغنى ، وأن يغنينا بحلاله عن حرامه وبفضله عمن سواه ، والله أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

 


(1) فتح الباري ، 10/ 408 .

(2) التسهيل في علوم التنزيل ، لابن جزي الكلبي ، 1/233 .

(3) انظر : دليل مقاصد الشريعة الإسلامية ، للدكتور محمد اليوبي ، ص 284 285 .

(4) انظر : لسان العرب ، 2/ 19 ، والنهاية لابن الأثير ، 1/ 181 .

(5) التعريفات ، للجرجاني ، ص 53 .

(6) البركة في فضل السعي والحركة ، للحبيشي ، ص 202 .

(7) تفسير ابن كثير ، 4/ 321 .

(8) تفسير ابن كثير ، 4/ 383 .

(9) تفسير القاسمي ، 9/ 346 .

(10) رواه البخاري في الإجارة (2143) .

(11) راجع السيرة ، لابن هشام ، 1/ 204 .

(12) رواه البخاري في الرقاق (6076) ، ومسلم في الزكاة (2419) .

(13) أخرجه أحمد ، 4/ 197 ، والحاكم في المستدرك (2130) ، وصححه الألباني في غاية المرام ، ص 261 .

(14) رواه البخاري في البيوع ، (2073) .

(15) رواه مسلم في الفضائل (2379) .

(16) أي : حدَّاداً يصنع الزرد وهو درع من الحديد يلبسه المحارب .

(17) فتح الباري ، 4/ 306 .

(18) رواه البخاري في البيوع (2049) .

(19) فتح الباري ، (4/ 340) .

(20) رواه البخاري في البيوع (2060) .

(21) رواه البخاري في المناقب (3443) .

(22) رواه البخاري في البيوع (2071) .

(23) انظر إحياء علوم الدين ، للغزالي ، 2/ 65 .

(24) المصدر السابق .

(25) شرح السنة ، للبغوي ، 14/219 ، وسير أعلام النبلاء ، 4/ 245 .

(26) الآداب الشرعية ، لابن مفلح (3/ 269) .

(27) الآداب الشرعية ، لابن مفلح (3/ 269) .

(28) مراتب الإجماع ، لابن حزم (155) .

(29) رواه البخاري في الحج (1681) .

(30) مختصر منهاج القاصدين ، لابن الجوزي ، بتصرف يسير ، ص 189 .

(31) رواه البزار (96) ، والطبراني (3/154/1) ، وصححه الألباني في صحيح الترغيب (812) .

(32) رواه البخاري في صفة الصلاة (807) ، ومسلم في المساجد ومواضع الصلاة (1346) .

(33) رواه البخاري في المغازي (2024) ، ومسلم في الجهاد والسير (3310) .

(34) رواه البخاري في الجهاد (7/175) .

(35) تفسير السعدي (5/ 242) .

(36) صفوة الآثار (3/ 377) .

(37) رواه البخاري في البيوع ، 4/ 297 .

(38) البخاري في البيوع (2059) .

(39) رواه البزار (2/ 82) ، والبيهقي في الآداب (460) وغيرهم ، وصححه الألباني في تخريج أحاديث مشكلة الفقر (15) .

(40) رواه الترمذي في صفة القيامة والرقائق (2465) ، وابن ماجة في الزهد (4105) ، وحسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ، 2/670 .

(41) رواه ابن ماجة في المقدمة (257) ، والحاكم في التفسير (3658) ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6189) .

(42) تهذيب مدارج السالكين ، لعبد المنعم العزي ، ص 73 .

(43) رواه الترمذي (487) ، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي ، 1/ 151 .

(44) من تعليقه على سنن الترمذي (2/ 357) .

(45) رواه البخاري في البيوع (2076) .

(46) رواه مسلم في الإيمان (70) .

(47) رواه البخاري في البيوع (9207) .

(48) يقول الشيخ عطية سالم عن شيخه محمد الأمين الشنقيطي : سمعته يقول : « لقد جئت معي من البلاد بكنز عظيم يكفيني مدى الحياة وأخشى عليه من الضياع فقلت له : وما هو ؟ قال القناعة ؛ وكان شعاره في ذلك قول الشاعر : الجوع يطرد بالرغيف اليابس / فعلام تكثر حسرتي ووساوسي انظر مقدمة أضواء البيان .

(49) رواه مسلم في الزكاة (2423) .

(50) رواه البخاري في الرقاق (6081) ، ومسلم في الزكاة (2417) .

(51) مختصر منهاج القاصدين ، لابن قدامة المقدسي ، ص 299 .

(52) انظر : تفسير ابن كثير ، 2/ 556 .

(53) عيون الأخيار ، لابن قتيبة ، 4/ 207 .

(54) المكاسب ، للحارث المحاسبي (55) .

(55) مختصر منهاج القاصدين ، لابن قدامة ، ص 324 .

(56) مكارم الأخلاق لشيخ الإسلام ابن تيمية ؛ جمع محمد الحاجي ، ص 295 .

(57) كتاب الحث على التجارة ، لأبي بكر الخلال (49) .

(58) اقتضاء العلم العمل ، للخطيب البغدادي ، رقم (26) .

(59) شرح السنة ، للبغوي ، 14/291 .

(60) رواه الترمذي (2376) ، وأحمد (15357) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5620) ، والمشكاة (5181) .

(61) تفسير السعدي (4/ 217) .

(62) رواه أحمد 1/ 411 ، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5471) والضعيفة (705) .

(63) رواه البخاري في البيوع (4638) ، ومسلم في الأدب والبر والصلة (4639) .

(64) أخرجه الطبراني في الأوسط (7810) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3768) .

(65) البركة في فضل السعي والحركة ، للحبيشي ، ص 95 .

(66) رواه أحمد (168) ، والترمذي في الصوم (4/ 26) ، والنسائي في المناسك (5/ 116 ، ح 2629) ، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (650) .

(67) رواه أحمد (24731) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3767) .

(68) الإحياء ، للغزالي ، 3/ 57 .

(69) رواه البخاري في الأدب المفرد (714) ، وأبو داود (1/551) ، شرح عون المعبود ، والترمذي (4/ 178) ، وابن ماجة (2/428) ، وغيرهم وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد (550) .

(70) رواه ابن ماجة في إقامة الصلاة والسنة (925) ، و أحمد (25982) ، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة ، 1/ 152 .

(71) رواه الترمذي (8/7) ، واللفظ له وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (310) .

(72) تزكية النفوس ، جمع أحمد فريد ، ص 98 .

 

أعلى